هناك قوى تابعة للنظام السابق تعمل على تفريغ أهداف الثورة من مضمونها و الالتفاف عليها من أجل الحفاظ على كراسيهم و مناصبهم و أيضا التستر على وقائع الفساد الذى كان مستشريا كالوباء فى النظام السابق التى لو أنكشفت سوف تتم إدانتهم فيها و ستصادر ممتلكاتهم التى حصلوا عليها نتيجة استغلال مناصبهم و التلاعب بأموال الشعب و لذلك فهم يسعون بكل طاقتهم و جهدهم لتدمير الثورة و عودة الاوضاع الى المربع صفر اى الى ما كان عليه الوضع قبل الثورة و الاحتفاظ بالنظام السابق فى مضمونه و القيام ببعض العمليات التجميلية للنظام السابق حتى ينخدع الشعب بها ويصدق التغيير الزائف و يفرح به ويظل قبح النظام قابعا فى ذاته دون تغيير نتيجة عمليات الترقيع التى تجرى الآن على النظام السابق فعملية الترقيع هدفها التستر على جريمة الزنا التى قامت بها الفتاة من أجل التغرير بالشاب المتقدم للزواج منها معتقدا أنها عذراء وشريفة و حتى تكتمل الخدعة وتنطلى عليه فتقوم الفتاة بتلك العملية من أجل إخفاء الحقيقة و انخداع هذا الشاب الطيب بتلك الفتاة التى لو أنكشف أمرها له ستكون ثورته وغضبه كبير جدا لدرجة لا يمكن تحسب عواقبه أو توقع نتائجه فما تقوم به تلك القوى هو نوع من المقامرة و المغامرة الغير المحسوبة العواقب لان الشعب المصرى علم بعملية الترقيع التى تجرى الآن على النظام السابق و الشعب يعلنها أنه لا يمكن أن تعود عقارب الساعة الى الوراء أبدا و تطهير البلاد من الفساد هو أساس المرحلة الانتقالية فلا يمكن أن نعيش مع فاسدين مفسدين ما زالوا قابعين فى مجالات مختلفة فى الحياة المصرية و للآسف ما زالوا مسيطرين على زمام الامور فى الكثير من المجالات فعملية إستئصال شفأتهم عملية صعبة تحتاج الى جهد كبير وصبر و نفس طويل وعدم اليأس من قدرة الشعب على التغلب على تلك العقبة الكؤد التى تقف فى طريق مسيرة العمل الوطنى الرائع و الملحمة الثورية السلمية التى علمت العالم كيف يثور بطريقة حضارية أبهرت كل انسان على وجه المعمورة إن الحالة الهيسترية التى فيها النظام السابق أمر طبيعى ولكن الشئ المذهل هو صمود الشعب المصرى فى حالته الثورية المستمرة التى تجعله واقفا شامخا ضد تلك القوى التدميرية التى تتلون و تلتوى بأشكال و ايقونات مختلفة لتظهر بصور و أفكار جديدة تخدع الثوار بها حتى يسرقوا الثورة من أصحابها و يعتلوا سلم الهرم السياسى مرة أخرى على أكتاف و اعناق الشعب المصرى و لكن الشعب المصرى الزكى ظهر فكره أعمق و أكبر من فكر هؤلاء الاقزام الذين تضيق عليهم الخناق الآن و يأتيهم دمار فسادهم من كل حدب وصوب فالانسان السياسى الذى ظهر من عباءة الشعب المصرى أوضح لنا مدى وعيه بمعطيات الواقع الجديد و أن ثورته أكبر و أعمق من مجرد تنحية رأس النظام عن منصبه لإن النظام يتكون من قوى ظلامية تعمل دائما فى الخفاء ولا تستطيع أن تخرج الى النور أبدا مستفيدة دائما من بقاء الرئيس السابق فى شرم الشيخ كنقطة أمنية لهم تحافظ على بقائهم فى تصدر المشهد السياسى ولكن فى المسرح الخلفى وبعضهم يوجد فى المسرح الامامى لتحريك العملية السياسية بما يتفق مع ما تعهد به الرئيس قبل تنحيه وهذا ما يحدث فعلا على أرض الواقع فالتعديلات الدستورية التى حددها الرئيس السابق فقد شكلت لجنة دستورية من قبل المجلس العسكرى تقوم بنفس التعديلات التى نادى بها الرئيس السابق الحكومة التى شكلها الرئيس السابق ما زالت تعمل حتى هذه اللحظة و متصدرة المشهد السياسى على الرغم من أن الشرعية الثورية أسقطت الدستور و الحكومة التابعة فكريا وولاءا للرئيس السابق وكأننا ندور فى حلقة مفرغة أو فى مرحلة الصدمة التى أصابت تلك القوى التى جعلتهم غير متفهمين لطبيعة المرحلة الجديدة وقدرة الشعب المصرى على تحطيم الفكر المراوغ الذى يتمتع به النظام السابق وبقاياه التى ما زالت مصرة على الرهان على فوزهم فى النهاية من خلال استخدامهم لعبة الحسابات الماكرة التى حققت إخفاقا سياسيا مدويا حتى هذه اللحظة التاريخية التى نمر بها فسقوط الاقنعة التى يلبسونها لرؤية وجهوهم الحقيقية عمل رائع تقوم به الثورة المصرية عن ظ طريق فضح مخططاتهم التى أصبحت لا تنطلى على الاطفال الرضع فتلك القوى تسعى الى خلق بيئة من الاشباح المتوهمة تدخل الفزع فى قلوب المصريين و تلهيهم عن متابعة هؤلاء و القضاء عليهم و على وجودهم الذى يلوث الحياة السياسية و يدنسها وهم لا يعلمون أن أوراقهم كلها أصبحت مكشوفة بل أن الحبر السرى الذى يكتوبون به فى تلك الاوراق أصبح مرئيا للشعب المصرى لانه أمتلك المواد التى تقرأ تلك السطور حتى لو كانت مكتوبة بحبر العفاريت أن التهديد الآن دخل عقر دارهم و هم يدافعون على بقائهم بكل ما أوتوا من قوة ولكن سفينتهم قد خرقت و أوشكت على الغرق لان النظام كله يترنح الآن ولا يجد مرسى ينقذه من الغرق المحقق و أن النجاة الآن فى سفينة الثورة التى تقود الوطن الى بر الآمان والثورة تقودها العزة و الكرامة و الشرف وهى قيم ومعانى سامية وغالية لا يستشعر بها الا الشرفاء من هذا الوطن و لكن تلك القوى الفاسدة محرومة من تلك المعانى لان أفكارهم البالية تعفنت من كثرة الجو الفاسد و الهواء الملوث فهؤلاء لا يستطيعون تنفس هواءا نقيا فلو استنشقوا هذا الهواء قد يموتون كمدا لنقاوته فهم يسعون دائما الى تلويث كل شئ جميل و تشويه كل شئ طيب لان ذلك يرضى غرورهم ليصبح كل العالم امام اعينهم مثلهم فاسدا و لا طائل من تغييره و لكن الثورة أخترقت عليهم ثباتهم العميق و دنياهم الفاسدة لتطهيرها حتى يرد الوطن الى أبنائه الشرفاء مرة أخرى و ينعموا بخيراته الوفيرة