هنيئا للشعب التونسى العظيم.. استطاع أخيراً أن يفرض إرادته.. من الغريب أن القصيدة الخالدة (إرادة الحياة) كتبها (الشاعر التونسى أبوالقاسم الشابى) الذى ولد فى جنوبتونس عام 1909 ومات عام 1934م، ولم يكن قد تجاوز الخامسة والعشرين من العمر!!.. دعونا نقرأ من أبياته ففيها الحث على الطموح والسعى واقتحام المخاطر وطلب الحرية والكرامة!!.. يقول الشابى: (إذا الشعب يوماً أراد الحياة.. فلابد أن يستجيب القدر.. ولابد لليل أن ينجلى.. ولابد للقيد أن ينكسر.. ومن لم يعانقه شوق الحياة.. تبخر فى جوها واندثر.. كذلك قالت لى الكائنات.. وحدثنى روحها المستتر.. ودمدمت الريح بين الفجاج.. وفوق الجبال وتحت الشجر.. إذا ما طمحت إلى غاية.. ركبت المنى ونسيت الحذر.. ومن لا يحب صعود الجبال.. يعش أبد الدهر بين الحفر.. فعجّت بقلبى دماء الشباب.. وضجّت بصدرى رياح آخر.. وأطرقت أصغى لقصف الرعود.. وعزف الرياح ووقع المطر.. وقالت لى الأرض لما سألت.. يا أم هل تكرهين البشر؟.. أبارك فى الناس أهل الطموح.. ومن يستلذ ركوب الخطر.. وألعن من لا يماشى الزمان.. ويقنع بالعيش، عيش الحجر.. هو الكون حى يحب الحياة.. ويحتقر الميت مهما كبر)!!