وسط نتائج شبه معلنة ترجح الانفصال واستعدادات فى عاصمة الجنوب«جوبا» لإعلان الدولة الجديدة، أعلنت مفوضية استفتاء جنوب السودان أن نسبة التصويت فاقت مليونى ناخب بنسبة بلغت بين (68- 70%) وتوقعت ارتفاع النسبة فى الساعات الأخيرة، فيما اقتربت نسبة التصويت فى عدد كبير من المراكز بالولايات الجنوبية من من (100%) من إجمالى المسجلين. قالت الناطقة الرسمية بالمفوضية سعاد إبراهيم عيسى إن نسبة الاقتراع فى ولايات الشمال بلغت حتى الآن (41%)، ووصفت ناخبى الشمال بأنهم «قطرة فى محيط» مقارنة بالتصويت فى الجنوب. وتزامنت لحظة الانفصال المتوقعة مع توصل الأطراف المتنازعة فى منطقة أبيى على الحدود الشماليةالجنوبية إلى اتفاق لحل الخلاف بينها بعد أن وقعت قبيلتا دينكا نقوك والمسيرية اتفاقا مساءالخميس فى كادوغلى عاصمة ولاية جنوب كردفان لحل المسائل الحساسة التى تتعلق بالهجرة، وبالتعويض عن أعمال العنف الماضية وانتشار الأسلحة فى المنطقة الحدودية المتنازع عليها. وتعهد الجانبان بوقف العنف المتبادل وعدم اتخاذ أى قرار بشأن أبيى من قبل المسيرية أو الدينكا إلا بالرجوع إلى القيادة العليا المتمثلة فى الحركة الشعبية والمؤتمر الوطنى. وجاء التوصل إلى هذا الاتفاق فى ختام مؤتمر الخميس ، الذى ضم القيادات الأهلية من القبيلتين، حيث اتفقوا على دفع الديات عن القتلى من الطرفين بواقع 246 ألف جنيه على المسيرية و146 ألفاً على دينكا نقوك والتعويض عن الخسائر المادية. كما اتفق الطرفان على تأمين المسارات للرعاة وطرق العودة الطوعية للجنوبيين وآلية لتنفيذ الاتفاقية تحت إشراف مستشار الوالى للقطاع الغربى لحكومة جنوب كردفان ومحافظ إدارية أبيى ومعتمد محلية أبيى المجلد وخمسة أعضاء من الجانبين. واعتبر الرئيس الجنوبى لإدارة منطقة أبيى وزعيم قبيلة دينكا نقوك «دنق أروب كول» الاتفاق - بعد يومين من المحادثات التى تجرى بوساطة الاممالمتحدة - «خطوة إلى الأمام»، فيما أكد أحد زعماء قبائل المسيرية العربية حميد الأنصارى أن «اللقاء كسر التوترات بين القبيلتين». فى سياق متصل، توقع رئيس حركة تحرير السودان (الفصيل الدارفورى الوحيد الذى وقع اتفاق سلام مع الخرطوم) مينى آركو مناوى حدوث انقلاب فى السلطة بالخرطوم حال حدوث انفصال الجنوب. وقال «مناوى» فى تصريحات صحفية الجمعه - إنه حال الانفصال ستكون هناك «سيناريوهات كثيرة وأى قوة سياسية لديها سيناريوهات وفق رؤيتها وتعامل مع الواقع بعد الاستفتاء» متوقعا حدوث انقلاب فى السلطة بالخرطوم وانشقاقات داخل حزب البشير. وأشار مناوى إلى رد فعل المجتمع الدولى بعد الانفصال المرتقب موضحا أن موقفه سيتغير من القضايا السودانية بعد هذه الخطوة «وفى إطار دارفور ستتوحد الحركات وتتجه إلى الخرطوم لإسقاط الحكومة»، على حد قوله. وأكد زعيم «تحرير السودان» أن استراتيجية حركته إذا اختار الجنوبيون الوحدة ستكون العمل «على تحقيق التحول الديمقراطى ووضع دستور جديد فى السودان بعد حوار شامل بشأن الأوضاع كلها وعدم تكرار تجربة الشريكين فى الحكم، كما كان حادثا من قبل ولا بد من إشراك كل القوى السياسية فى بناء السودان الجديد». وبدوره، قال القيادى البارز فى الحركة الشعبية «إدوارد لينوا» إن السودان أصبح مثل «الطبق الصينى الذى سقط من يد البشير ليصطدم بالواقع السودانى ويتفتت»، وبينما نفى «لينوا» وجود أطماع جنوبية فى ضم ولايتى النيل الأزرق وجنوب كردفان إلا أنه لم يستبعد سعى مواطنى الولايتين لحق تقرير المصير لتكونا نواة دولتين جديدتين. جاء ذلك فى الوقت الذى أكد فيه المدير العام لوزارة الإعلام فى حكومة جنوب السودان «مصطفى بيونج ماجاك» أنه «لا وجود إسرائيليا فى الجنوب حاليا، ولكن إقامة علاقات بين الدولة الجديدة وإسرائيل واردة مثلما هى واردة مع أى دولة أخرى». وأضاف: «سنقيم علاقات مع جميع الدول وفقا للمصالح لأن الدبلوماسية مبنية على المصالح المشتركة وليس هناك من عدو دائم ولا صديق دائم».
