قال زعماء في منطقة أبيي المتنازع عليها الاثنين إن 36 شخصا على الأقل قتلوا خلال ثلاثة أيام من الاشتباكات بين رجال قبائل وبدو عرب قرب الحدود بين شمال السودان وجنوبه. وقال تشارلز أبيي المتحدث باسم إدارة أبيي «هاجم عدد كبير من أفراد قبيلة المسيرية قرية ماكر أمس (الأحد) بدعم من ميليشيا حكومية... في اليوم الأول (الجمعة) مات شخص وفي اليوم الثاني (السبت) تسعة وأمس (الأحد) 13... لو لم تتعرض ماكر للهجوم فسيهاجمون كل قرية أخرى». وقال زعيم المسيرية مختار بابو نمر لوكالة «رويترز» إن 13 من رجاله قتلوا في اشتباك الأحد واتهم جنوبيين ببدء القتال. وقال مصدر بالأمم المتحدة- طلب عدم نشر اسمه- إنه وقع اشتباك آخر في قرية تداش صباح الاثنين. وأضاف المصدر أن افرادا من قبيلة المسيرية يهاجمون مواقع الشرطة في المنطقة للاشتباه في أن جنودا جنوبيين احتلوها وقال إن عدد القتلى قد يرتفع. وقال المصدر: «كل من الجانبين يخفي خسائره»، مضيفا أن الشرطة الجنوبية وشبان الدنكا حوصروا في القتال. وأدان المسؤول الجنوبي الرفيع لوكا بيونق القتال وقال ل«رويترز» إن الجانبين ما زالا يحاولان تسوية نزاع مرير بشأن ملكية أبيي في إطار مفاوضات تشمل أيضا كيفية اقتسام الإيرادات النفطية والديون بعد الانفصال. وحذر بيونق من أن قبائل المسيرية يمكن أن تثير غضب جنوب السودان المستقل إذا استمرت الهجمات. واتهم زعماء قبيلة الدنكا نقوق المرتبطة بالجنوبالخرطوم بتسليح ميليشيات عرب المسيرية بالمنطقة في الاشتباكات التي وقعت أيام الجمعة والسبت والأحد وقالوا إنهم يتوقعون المزيد من الهجمات في الأيام القادمة. وفي مؤشر آخر على التوتر قال فيليب أجور المتحدث باسم جيش الجنوب إن جنديا أوغنديا وآخر بجيش الشمال اعتقلا وبحوزتهما أربعة صناديق بها 700 طلقة لبنادق كلاشنيكوف في جوبا ليل الأحد. ونفى الصوارمي خالد المتحدث باسم الجيش الشمالي، الاثنين، أي صلة بالذخيرة أو الاشتباكات. ويشير محللون الى أن أبيي هي المكان الذي يرجح أن تتحول فيه التوترات بين الشمال والجنوب إلى أعمال عنف اثناء التصويت وبعده. وحصل سكان منطقة أبيي على وعد بإجراء استفتاء بمنطقتهم بشأن ما إذا كانت ستنضم إلى الشمال أم الجنوب لكن الزعماء لم يتمكنوا من الاتفاق على كيفية إجراء الاستفتاء كما كان مخططا في التاسع من يناير. وفي سياق ذي صلة، أبلغ الرئيس الامريكي الاسبق جيمي كارتر شبكة «سي. إن.إن» التلفزيونية الأمريكية أن الرئيس السوداني عمر حسن البشير عرض أن يتحمل الشمال كل ديون البلاد في حالة انفصال الجنوب بعد الاستفتاء. وأكد متحدث باسم البشير أن الجنوب لن يتحمل أي أعباء ديون لكنه قال إن على الشمال والجنوب والمجتمع الدولي «مسؤولية مشتركة» للعمل نحو تخفيف الديون. وجاء في بيان من المتحدث أن تقسيم الديون بين الشمال والجنوب إذا انفصل الجنوب لن يكون مفيدا وإنه إذا انفصل الجنوب فإنه لن يكون قادرا على خدمة هذه الديون. ويمثل هذا العرض لمحة تصالحية مهمة من البشير وسيرفع عبئا ماليا ضخما عن كاهل الجنوب في المرحلة الأولى من استقلاله المتوقع.
