بعد اجتماع هادئ، لم يسفر عن استقالات جماعية أو فردية، رفض مجلس إدارة نادى الاتحاد بالإجماع، خلال اجتماعه الطارئ السبت، برئاسة على سيف، الاستقالة الرسمية، التى تقدم بها محمد مصيلحى، رئيس النادى، للمجلس القومى للرياضة فى اليوم نفسه. وفى واقعة مثيرة للدهشة، استوقفت بعض الجماهير الثنائى شريف الحلو والسيد الثعلبى، عضوى المجلس، واتهموهما بمحاربة «مصيلحى»، وعندما نفيا الأمر طالبتهما الجماهير بإثبات «حسن النية»، والتوجه معهم إلى منزل رئيس النادى فى منطقة «الشلالات»، والطريف أن «الحلو» و«الثعلبى»، استجابا للجماهير، وتوجها إلى «مسكن» رئيس النادى. وقال طارق الصباغ، عضوالمجلس: «رفضنا الجماعى للاستقالة، لن يغير شيئاً، خصوصاً أن البند «63» فى اللائحة ينص على أنه فى حالة عدم التراجع عن الاستقالة خلال أسبوع ستسقط رئاسة مصيلحى للنادى، ولن يحق له التراجع عن الاستقالة. ورجح «الصباغ»، أن تكون استقالة «مصيلحى»، اعتراضاً على دعم النادى من الجهات التنفيذية، لمواجهة أندية الشركات، صاحبة الميزانيات الضخمة. وشدد الصباغ على أن اجتماع ناقش استقالة رئيس النادى فقط، وكيفية التغلب على الأزمة المالية، فى حلاة تمسكه بالاستقالة. وأبدى شريف الحلو، عضو المجلس، رفضه للاستقالة ووصفها ب«المخيبة للأمال»، وقال: «لن نوافق على الاستقالة، التى يمثل توقيتها لغزاً، خصوصا أنها أعادت الأمور إلى نقطة الصفر، وجاءت فى توقيت سيئ للغاية»، ولم يمانع «الحلو» فى تقديم استقالته، إذا اتفق المجلس ب«الإجماع» عليها، لكنه اقترح تقديم استقالة جماعية بعد فشل المجلس فى قيادة السفينة، وقال: هناك التزامات مالية على النادى حتى شهر يونيو تصل قيمتها إلى 16 مليون جنيه ما بين مستحقات فريق الكرة ومرتبات الموظفين وهذه مشكلة لا أحد يستطيع حلها، وتمسك «المراقبون» بأن هذه الاستقالة ضمن سيناريو عودة رئيس النادى، وأكدوا أن «صقر» سيرفضها، وسيطالبه بالعودة وسيعود وذلك بعد رفض اللواء عادل لبيب، محافظ الإسكندرية مطالبته بالعودة. ويؤكد «المراقبون» أن «احتقان» المحافظ اتجاه «مصيلحى» لم يتلاش، وأن «لبيب» لن يطالبه بالعودة، بعد أن تجاهله عند تقديم استقالته. ورداً على سؤال، من أحد أعضاء مجلس محلى المحافظة ل«لبيب»، حول مصير الاتحاد خلال اجتماعه مع لجنة الأمن بالمجلس «الأربعاء» الماضى، فى ديوان المحافظة، قال «لبيب»: «الاتحاد فى قلوبنا وعقولنا.. ولن نتركه يغرق.. ولكن أعضاء مجلسه منقسمون.. رئيس النادى يقود جبهة من الجماهير.. وبعض الأعضاء يقودون جبهة أخرى.. وسياسة (البذخ).. تسببت فى انهيار النادى» فى إشارة إلى مدى غضبه من المجلس، ورئيس النادى. ورفض «لبيب» اقتراح بعض أعضاء النادى، بشأن تعيين محمد رشاد عثمان، عضو مجلس الشعب، رئيسا للنادى، خلفا ل«مصيلحى»، وقال: «هذا المجلس منتخب، ولا يجوز الاقتراب من شرعيته». فيما كشف أحد أعضاء المجلس سر غضب «مصيلحى» من السيد الثعلبى، عضو المجلس، مؤكداً أن «الثعلبى» هاجم رئيس النادى، خلال الجلسة التى عقدها المحافظ مع أعضاء المجلس، عقب «ثلاثية» سموحة واتهمه ب«الفردية»، وحمله مسؤولية «الانهيار الكروى»، وتم نقل تفاصيل الجلسة ل«مصيلحى» فاشتعل غيظا على حد وصف عضو المجلس. واعتبر «المراقبون» الاستقالة «متناقضة» مع تصرفات رئيس النادى، فى الأيام الأخيرة، والذى أنهى خلالها التعاقد مع محمد المرسى، مهاجم المقاولون «الخميس»، وتفاوض مع مسؤولى الإسماعيلى، لضم المعتصم سالم، وأحمد الجمل. وقال موظف بالنادى ل«المصرى اليوم»: «مصيلحى يدير شؤون النادى بصورة طبيعية، ويجرى اتصالات ببعض الموظفين لإنهاء بعض الإجراءات». فيما تسببت صفقة مهاجم المقاولون، فى إثارة الغضب بين أعضاء المجلس لإتمامها دون علمهم. واتهم الثنائى شريف الحلو و«الثعلبى» عضوا المجلس، رئيس النادى «المستقيل» ونائبه على سيف ب«تجاهلهما» ووصفا معرفتهما بالصفقة عن طريق وسائل الإعلام ب«الإهانة». وقال نائب الرئيس ل«المصرى اليوم» ليس من المنطقى أن يختار الغريق، وسيلة الإنقاذ، فالمهم إنقاذه من الغرق، وكارثتنا الكروية لا تخفى على أحد فهل تدعيم الفريق أهم أم إبلاغهم بالصفقات. وأبدى «سيف» استغرابه من هذا «الغضب»، وقال: «الوقت كان ضدنا ودخلنا فى سباق مع الزمن، لإنهاء الصفقة بناء على رغبة محمد عامر، المدير الفنى وهم يعلمون جيدا رغبات المدير الفنى فلماذا الغضب». وإذا كانت صفقة «المرسى» أثارت غضب أعضاء المجلس ف«التفاوض» مع المعتصم سالم، مدافع الإسماعيلى، أثار حالة من الاحتقان فى أرجاء النادى. وقال مصدر بالنادى:«هذه المفاوضات تسببت فى احتقان لاعبى الفريق الكروى لعدم صرف بدل السكن، بسبب الأزمة المالية وتذمر لاعبى السلة لعدم حصولهم على مستحقاتهم ومقدمات عقودهم، التى تتجاوز (750) ألف جنيه». ووصف «المصدر» المشهد داخل النادى ب«المخيف»، مؤكداً أن هناك حالة من «الهياج والاحتقان» بعد اشتراط «المعتصم» الحصول على مليون جنيه مقابل الانضمام على سبيل الإعارة لمدة «6» أشهر، كما اشترط الإسماعيلى مليوناً آخر لإتمام الصفقة واستمرار مسؤولى الاتحاد فى المفاوضات. واستعجب المصدر متسائلا «كيف لناد بلغت مديونيته (12) مليون جنيه أن يهدر مليونى جنيه على صفقة مدتها خمسة أشهر. ويعزز «التناقض» بين الأزمة المالية والتفاوض مع «المعتصم» «السيناريو المتداول» بأن الاتحاد سيكون «ترانزيت» للاعب لحين التعاقد مع الأهلى فى نهاية الموسم، خصوصا أن القلعة الحمراء لا تستطيع التعاقد مع اللاعب خلال فترة الانتقالات الشتوية الحالية لوجود مكان واحد فى القائمة لمهاجم أجنبى. وفى المقابل رفض السيد الثعلبى، عضو المجلس تقديم استقالته، مؤكداً رغبته فى الاستمرار حتى يساعد الفريق على البقاء بالدورى. وقال السيد الثعلبى «نادى الاتحاد يشهد أسوأ فترة فى تاريخه، لاسيما مع الموقف الحرج الذى يعانى منه الفريق المهدد بالهبوط، فى الوقت الذى نسمع فيه عن طريق وسائل الإعلام عن إبرام النادى بعض الصفقات لا نعلم من يتفاوض فيها ومن يدفع مقابلها». وتابع «لا يوجد أساس سليم للتفاوض داخل النادى والذى يعتمد على الكم وليس الكيف، على الرغم من حاجة الفريق لبعض العناصر المميزة لسد احتياجاته، ومن هنا تأتى الإجابة.. لماذا انفرد الثنائى مصيلحى وسيف بإبرام الصفقات بعيدا عن أعين المجلس». وطالب الثعلبى بتطهير النادى خلال الفترة المقبلة من الأشخاص الذين يعملون ضد مصلحة الاتحاد إلى جانب تسريح العمالة الزائدة وترشيد النفقات المالية قبل انهيار النادى.