وقًع جيش جنوب السودان، الأربعاء، اتفاقا لوقف إطلاق النار مع مقاتلين موالين للجنرال المتمرد جورج أتور، في محاولة لضمان استقرار البلاد قبل أيام قليلة على استفتاء انفصال جنوب السودان المقرر إجراؤه في التاسع من يناير الجاري. وجورج أتور ضابط سابق كبير في جيش جنوب السودان وآخر قائد مهم للمتمردين يقاتل ضد السلطات التي تسيطر على ما قد يصبح أحدث دولة مستقلة في إفريقيا. وأرسل أتور الذي يعتقد أنه يقيم في ولاية جونجلي النائية وفدا وقع اتفاق الهدنة في وقت متأخر من ليل الأربعاء، بفندق في جوبا عاصمة المنطقة. وينص الاتفاق على وقف العدائيات بين الجانبين وتجميع قوات أتور في نقاط محددة في ولاية جونجلي. وكان أتور خرج على الجيش الشعبي لتحرير السودان عقب خسارته للانتخابات بولاية جونجلي في أبريل 2010، وقتلت قواته عشرات الجنود. وقال مايكل ماجور المتحدث باسم الجيش الشعبي لتحرير السودان: «نشعر بامتنان بالغ لجورج أتور لجهوده الدؤوبة من أجل إنجاح وقف إطلاق النار هذا، أود أن أشكره أيا كان مكانه». من ناحيته، شدد الدكتور بيتر أدوك المتحدث الرسمي باسم الحركة الشعبية لجنوب السودان «التغير الديمقراطي» التي يتزعمها الدكتور لام أكول، على أن ما يربط شمال السودان وجنوبه أكثر بكثير مما قد يفرقهما. وأكد أدوك في تصريحات لإذاعة «صوت العرب» الخميس أن الانفصال إذا ما وقع سيكون انفصالا سياسيا وليس وجدانيا، داعيا أطراف المعادلة السياسية في السودان للاستجابة لمتطلبات المصلحة الوطنية والابتعاد عن ضغوط الأجندات الخارجية. وكانت الحركة الشعبية أكدت أنها ليس لديها موقف محدد تجاه الوحدة أو الانفصال ولكنها ستحترم رأي الناخب وستعترف بما سيفضي إليه الاقتراع.
