قال مكتب «الأممالمتحدة» لتنسيق الشؤون الإنسانية : «الأحياء الفقيرة تنتشر في مصر بشكل كبير، حيث يوجد بها نحو 1221 حياً فقيراً، تستأثر القاهرة وحدها ب 76حياً». وأضاف المكتب - في تقرير أصدره أمس تحت عنوان «الخروج من الأحياء الفقيرة إلى البطالة» - : «العاصمة المصرية يعيش فيها حوالي 20 مليون شخص، أي ربع مجموع السكان تقريباً، وفقا للجهاز المركزي للأحصاء»، مشيرا إلى أن «الحكومة أنفقت خلال الفترة بين 1993 و2000 ما يقدر بحوالي 727 مليون دولار لتطوير بعض هذه الأحياء ونقل سكان بعضها الآخر إلى أحياء أفضل». ونبه إلى أن الأحياء الفقيرة المبنية على جوانب المرتفعات أو تحتها هي «الأخطر على الصحة و السلامة العامة»، موضحاً أن الحكومة صنفت سبعة منها في القاهرة وحدها. وأكد التقرير أن: مأساة 2008 في حي «الدويقة»، دفعت الحكومة إلى توفير مساكن جديدة في ضواحي القاهرة لحوالي 19 ألف أسرة من سكان هذه الأحياء الفقيرة السبعة، لافتاً إلى أنه تم حتى الآن ترحيل 4 آلاف أسرة وصفها التقرير بأنها «محظوظة». وأشار التقرير إلى أن: قضية سكان الأحياء الفقيرة وجدت طريقها إلى العناوين الرئيسية في وسائل الإعلام في شهر سبتمبر 2008، عندما تسبب انهيار صخري في وفاة 100 شخص من سكان حي «الدويقة» الفقير بجبل «المقطم» شرق القاهرة. ورصد التقرير مشهد شاحنات تنقل أثاث سكان حي «إسطبل عنتر» الفقير في القاهرة إلى بيوتهم الجديدة التي تبعد بحوالي 50 كيلومترا عن القاهرة، مؤكداً أن العديد من الأشخاص الذين يعيلون أسرهم، يضطرون لاستئجار غرف صغيرة مشتركة بالقرب من أماكن عملهم في العاصمة ولا يقومون بزيارة أسرهم في الشقق الجديدة إلا خلال عطلة نهاية الأسبوع. وقال التقرير: في الوقت الذي لا زال القليل من السكان السابقين للأحياء الفقيرة يزاولون الصيد، يشكو العديد من السكان الآخرين من أن نقلهم خارج العاصمة تسبب في توقفهم عن العمل، مشددين على أنه لا يمكن للحكومة أن «ترميهم في الصحراء وتدعي أنها حلت مشكلاتهم».
