فى اليوم التالى لوصولنا ألمانيا، كان مهندس الأنفاق المصرى الشهير هانى عازر على موعد فى برلمان شتوتجارت، لسماع أقواله عبر لجنه شكلها البرلمان لمعرفة حقيقة ما حدث بين الشرطة والمتظاهرين الرافضين لمشروع إنشاء خط جديد للسكك الحديدية فى شتوتجارت فيما يعرف ب«شتوتجارت 21»، بصفته القائم بتنفيذ المشروع الذى سيتكلف نحو 4 مليارات يورو وينتهى فى عام2020. كان لابد لنا من لقاء جديد مع المهندس هانى عازر ليحكى لنا تطورات تلك القصة، وكان شديد الكرم معنا فمنحنا صور المشروع ليقرب القارئ من طبيعته. يقول المهندس هانى عن حقيقة الاستدعاء الخاص به فى البرلمان: «هذا استدعاء روتينى لمعرفة حقيقة ما حدث بين الشرطة والمتظاهرين منذ عدة أسابيع، حيث استخدمت الشرطة ضدهم خراطيم المياه، وقد سألونى إن كنت طلبت من الشرطة التعامل بعنف مع المعارضين للمشروع فنفيت ذلك بالطبع، لأننى لا أملك سلطة ذلك، كما أن مهمتى محددة وهى تنفيذ مشروع تم التخطيط له من قبل الحكومة الألمانية. ثم سألونى عن حقيقة الخنفساء النادرة التى كانت تعيش فى منطقة الأشجار التى تم قطعها لبدء العمل، فأجبتهم بأن هناك متخصصين هم من تعاملوا مع تلك الخنفساء، وأنه تم نقلها لمكان آمن. وهكذا انتهى الاستجواب». يسير المهندس هانى عازر فى تلك الأيام فى حماية الشرطة الألمانية فى شتوتجارت، خوفا عليه من أى عنف قد يوجهه له المعارضون للمشروع الذى يقول عنه: «أهم ما فى تلك المحطة فى شتوتجارت هو حداثة الفكرة، لأن محطة شتوتجارت تشبه لحد كبير محطة مصر فى رمسيس، تأتى لها القطارات وتقف ثم تعود مرة أخرى من حيث أتت دون أن تواصل السير، وهذا يعيق حركة قطارات أوروبا، ولذا كان التفكير فى تغيير مسار القطارات فى شتوتجارت عبر سلسلة من الأنفاق التى يصل طولها لنحو 240 كيلومتراً فى الاتجاهين، وبدلاً من أن يكون خط سيرها رأسياً جعلناه أفقياً، ولن تكون هناك أى قطارات على السطح، كما سيتم استغلال الأرض الخاصة بمحطة شتوتجارت نفسها لإنشاء حديقة كبيرة مع الاحتفاظ بالحائط الرئيسى للمحطة كذكرى لما كانت عليه». ألمح فى التصميم فتحات دائرية فوق سطح الأرض فى موقع المحطة الجديد، أسأل عنها المهندس هانى، فيجيبنى بقوله: «تلك فتحات قررنا عملها لمنح المحطة الرئيسية الإضاءة والتهوية أيضاً، فنحن نتعامل مع أنفاق تحت الأرض ولابد من توفير التهوية الجيدة». لأن مشروع شتوتجارت لا يهدف فقط لإنشاء خط سكة حديد جديد فى الولاية الجنوبية، ولكن لتنمية المنطقة ككل، لذا يطلقون عليه «قلب أوروبا الجديد»، لأنه سيمكنه الوصول لكل من باريس وبودابست،
