بين صمت الزعماء ورغبة الشعوب العربية في نصرة القضية الفلسطينية ومقاومة الصهاينة، يتساءل البعض عن إمكانية النصرة في ظل الضغوطات التي تمارسها الحكومات على الشعوب...!!! مؤسف أن يكون سؤال كهذا من شعوب تمتلك طاقات جبارة للنصرة... وسائل النصرة والمساعدة كثيرة جدا، وبإمكاننا المساهمة كلٌّ حسب قدراته وطاقاته... وهنا أكتب عن جزء يسير من تلك الوسائل، وبالتأكيد يمتلك كل واحد منكم أفكاره التي يستطيع أن يساهم بها... اكتبوها هنا... لنجعل ردودنا هنا تنصب في كيفية نصرة إخواننا المنكوبين والمحاصرين في غزة... من أهم الأشياء لنصرة قضية معينة، الإلمام بتاريخها إلماما جيدا.. فكيف لنا أن ننصر القضية الفلسطينية دون معرفة تاريخها؟! المصادر التي يمكننا قراءة التاريخ من خلالها كثيرة جدا... المهم أن تكون مصادر موثوقة نستطيع من خلالها أن نكون على وعي بتاريخ القضية الفلسطينية... وماذا بعد القراءة؟! نشر هذا التاريخ... وللنشر وسائل عديدة لا يمكن حصرها هنا... المهم أن يساهم كل واحد في النشر قدر إستطاعته: فالأب يُغذي أبناءه بهذا التاريخ بأي صورة يراها مناسبة لأبناءه... والأستاذ يُعلم طلابه في المدارس... والشباب يتناقشون في هذا التاريخ... وينشرونه مستخدمين وسائل النشر الحديثة كالشبكات الإجتماعية وغيرها الكثير... وهكذا حتى تكون القضية الفلسطينية هي القضية الأم... هي القضية الكبرى التي يعرف تفاصيلها القاصي والداني، الصغير والكبير، وبذلك يستطيع كل شخص التفكير في وسائل ينصر بها إخوانه وحتما سنجد الوسائل لكن كيف نجدها دون إلمام بتاريخ القضية وعلمٍ بتفاصيلها؟! الأمل في الشعوب كبير جدا وفرصتهم موجودة وقوية، لكنها ستكون أقوى بعد أن يشحنهم التاريخ لنصر إخوانهم، وسيشعرون بالتخاذل فقط بعد العلم بالقضية أكثر وأكثر... ---- الدعاء... يجهل كثير من الناس مدى تأثير الدعاء، و يُقلل البعض من شأنه قائلين: دعونا الله كثيرا ولم يستجب لنا...!!! فأين هم من: «إن الله حيي كريم يستحيي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفرا خائبتين» وأين هم من: «هل من سائل فأعطيه؟! هل من داعٍ فأستجيب له؟!» وأين هم من: «وإذا سألك عبادي عني فإني قريبٌ أجيب دعوة الداع إذا دعان» وغيرها الكثير والكثير من الأدلة على أن الله عز وجل لن يخذل عبده... لكن المشكلة الوحيدة أننا ندعوا الله مستعجلين الإجابة، وأننا لا ندعوه موقنين أنه سينصرنا... فيجب علينا أن يكون يقيننا وإيماننا بالله كبير، ولو لم يكن للدعاء أثر لما ظلت غزة صامدة عشرات السنين بفضل الله ثم بفضل دعاء الناس لها... ---- إن كنت تعرف طريقا موثوقا للتبرع لإخوانك في غزة بالمال، أو المواد الغذائية، أو الملابس أو أي شيء فلا تبخل عليهم بما تجود به نفسك... كن معهم وفرج كربتهم يكن الله معك ويفرج كرباتك. فمن كان في عون أخيه كان الله في عونه... ---- ختاما، كم منكم كان يعلم أنه في مثل هذا اليوم تعرضت غزة للهجوم؟! في المقابل كم منكم على علم بتفاصيل أي دوري لكرة القدم؟ لا أحتاج لمعرفة الإجابة.. إحتفظ بها لنفسك، لكن إن كنت لا تعلم شيئا عن حال إخوانك، وتعرف الكثير والكثير عن أخبار كرة القدم، فاعلم أنك إنسان يحتاج إلى مراجعة حساباته... إياك ونسيان الأصول، والإنشغال بالفرعيات حتى تطغى الفرعيات على الأصول وبذلك تنسى كل شيء وتصبح إنسان عديم الفائدة عديم النفع، وجوده لا يقدم ولا يؤخر، بل قد يؤخر... انشرها بقدر رغبتك في نصرة إخوانك في فلسطين... وليكن اليوم هو بداية لنصرة حقيقية...