تشيع اليوم جنازة اللواء أحمد مختار، محافظ الوادى الجديد، من مسجد آل رشدان بمدينة نصر بالقاهرة، واتشحت الوادى الجديد بالسواد، وارتدت السيدات فى ديوان عام المحافظة ملابس الحداد، وأطلق عدد منهن الصرخات والعويل، بينما وقف الموظفون فى باقى الدواوين الحكومية حدادً عليه. كان الفقيد الراحل يعانى من مرض الكبد فى الفترة الأخيرة، ووافته المنية مساء الأحد الماضى، إثر عملية جراحية لزراعته كبد بأحد المستشفيات المتخصصة فى هذا النوع بالصين، وبعد خروجه من «العناية المركزة» تدهورت حالته الصحية وتوفى بعدها. اللواء أحمد مختار من مواليد 21 أغسطس عام 1947، وتخرج فى الكلية الحربية عام 1969، وعين فى سلاح المشأة، ثم حصل على الماجستير فى العلوم العسكرية من كلية القادة والأركان، وتدرج فى العديد من المناصب بالقوات المسلحة حتى وصل إلى قائد الجيش الثالث الميدانى ورئيس هيئة التدريب بالقوات المسلحة وعمل ملحقا عسكرياً بالسعودية، ونائباً لوزير الدفاع، شارك فى حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر المجيدة وحرب تحرير الكويت وحصل على العديد من الأنواط والنياشين. وله ثلاثة أبناء، ولد وبنتان. تم تعيينه محافظاً للوادى الجديد فى يناير 2006 ليصبح المحافظ رقم «13» وهناك اكتسب حب أهل الواحات، وكان يتبادل معهم التهانى والمواساة فى جميع المناسبات، وأصبح رقم هاتفه المحمول متاحاً للكثيرين من أبناء الوادى، ووصفوه بأنه «كبيرهم». استخدم الراحل موقعه وعلاقته الشخصية التى اكتسبها طوال حياته العسكرية من أجل خدمة وتنمية الوادى لإيمانه بأن الواحات يمكن أن تخلق وادياً جديداً موازياً لوادى النيل، يستطيع تأمين مستقبل الأجيال المقبلة، فقرر ربط الواحات بالقاهرة من خلال خط طيران ثابت بالتعاون مع وزارة البترول، ونجح فى تحقيق استمرارية خدمة الطيران بالجهود الذاتية. وضخ خلال فترة عمله أكثر من 5 مليارات و300 مليون جنيه فى شتى المجالات ونجح فى إنشاء كليتين للطب البيطرى والزراعة، وأدخل التعليم الجامعى المفتوح بالمحافظة. ونجح فى استصلاح 120 ألف فدان وأطلق دعوة لاستصلاح الأراضى بنظام المساهمة والشراكة بين الشباب ورجال الأعمال، وتم تكوين شركات مساهمة لهذا الغرض وأنشأ محاور للتنمية الزراعية بجميع مناطق المحافظة، وحفر 114 بئراً جوفية. لذا تلقى أهالى الوادى صدمة عند إعلان نبأ وفاته، وأصيبت الأعمال الحكومية بالشلل المؤقت، وحرص العديد من الأهالى على السفر إلى القاهرة للمشاركة فى تشييع جثمانه.