في صباح إحدى الايام مارست عادتي اليومية بشراء جريدتي اليومية وتصادف أن اليوم هو ميعاد صدور جريدة إعلانية شهيرة فسعيت أن أقتنص نسخة منها لسرعة نفاذها أملاً أن أجد فيها فرصة العمل الذهبية التي قد تغير حياتي أو شقة الأحلام التي تنقلني إلى فئة المتزوجين وظل هذا الأمل ملازماً على مدار عشرة أعوام دون فائدة، ولكن هذه المرة أختلف الأمر ليس لأني وجدت ضالتي بل لوجود أعلان أخر عجيب في هذه الجريدة قد يغير حياتي وغالبية الناس هذا الأعلان أحتل صفحتان كاملتان وهذا من غير المعتاد في هذه الجريدة حيث أن أكبر أعلان شاهدته فيها كان في نصف صفحه ولكن ليست الغرابة في حجم الأعلان ولكنه كن في محتواه الذي كان كما يلي: فرصه نادرة لاتعوض دولة للبيع أو للبدل أو للإيجار قانون جديد في موقع فريد لن يتكرر على ناصيه القارة الأفريقية غير مجروحة أطلاله على بحرين شامله المرافق يوجد بها مصانع وأراضي متعدده الأغراض يمكن أستغلاها في الأغراض المخصصة أو غير المخصصة لها البيع لأعلى سعر مع إمكانية التقسيط الوسطاء يمتنعون ملحوظة : عند أتمام البيع يسلم للمشتري الأتي: عدد واحد حزب حاكم بالأضافة إلى مايزيد على عشرون حزباً معارض بحالة المصنع تعمل مع بعضها بتجانس وتنسيق ليبقى كلاً على ماهو عليه عده ملايين من السكان الأصليين من غير القادرين على مغادرة البلاد لزوم حاجة المشتري لممارسة ميوله السادية أو حاجته لتعذيب الآخرين مع ضمان من البائع بعدم أعتراضهم أو ثورتهم على هذه الممارسات لمدى الحياه. لم أستغرب هذا الأعلان كثيراً لأن في السنوات الخمس الاخير تزايدت رغبه المواطنين في الهجرة من البلاد لعدم قدرتهم على تحمل الأوضاع المزرية التي وصلوا إليها فلأول مرة أجتمع المواطنون ليس للثورة أو للتغيير بال أجتمعوا ليجدوا حل لمشكلة رفض معظم بلاد العالم أستقبالهم بسبب كثرتهم وعدم حاجتهم لهم فقرروا أن يبيعوا بلادهم ليشتروا بلداً أخر لعلهم يجدوا فيه الكرامة والرخاء والأمان. تمت الصفقة وتم إجراء البدل مع بلد من شرق أوروبا وأنتقل المواطنون لبلدهم الجديدة مصطحبين معهم أحلامهم . بعد عدة سنوات لم يتغير شئ فكان حالهم كما هو حالهم في الماضي مع أنهم فعلوا الشئ الذي ظنوا أنه سبيل التغيير وظلو يتسائلوا لماذا لم يتغير حالنا مع أننا تركنا بلدنا التي ظلمتنا وقهرتنا لماذا لم نحصل على الكرامة والرخاء والأمان، ظلوا هكذا إلى ان أكتشفوا أنهم عندما هاجروا لم يهاجروا بمفردهم بل أنهم اصطحبوا معهم في هجرتهم نفوسهم الضعيفة وقلبهم المريض وهمومهم الخائرة وضمائرهم الميتة فالعيب لم يكن في بلادهم بل كان فيهم فالخير الوحيد الذي فعلوه أنهم أراحوا وطنهم منهم وتركوه لمن يستحق أن يعيش فيه . طبعاً كل ما سبق لم يحدث وأتمنى من الله أن لايحدث ابداً ولاكن ما جعلني أتخيل حدوث هذا أزدياد رغبه الهجرة وترك الوطن بسبب تردي الأوضاع في شتى مناحي الحياة وهذه الرغبة ليست عند الشباب فقط بل أيضاً عند أرباب الأسر خوفاً على أبنائهم وأحفادهم ومن يعولوا من مستقبل مجهول مظلم فلم يكلفوا أنفسهم بأن يجتهدوا لأصلاح حالهم وحال من يهتمون بهم بل أرادوا الحل الأسهل في ظنهم وهو الهروب فلم يكلفوا أنفسهم بسؤالها ماذا فعلت لتجعل الحياة أفضل ؟