تزايدت شكاوى عدد كبير من أولياء أمور وطلاب من ضعف الاهتمام الكافى بمادة الحاسب الآلى فى جميع المراحل التعليمية خاصة فى المدارس الحكومية، مما ساهم بنسبة كبيرة فى تراجع نسبة النجاح فيها وضعف المهارات المكتسبة، فضلا عن تولد شعور باللامبالاة لدى الطلاب بعدم جدوى حصص الكمبيوتر، الأمر الذى أرجعه الخبراء إلى عدم وجود مدرسين متخصصين، بالإضافة إلى الكثافة العالية للفصول، وضعف الموارد وقلة عدد الأجهزة التى لا تتناسب مع المعلمين والطلاب. وقال محمد حسين، طالب إعدادى، إن الحاسب الآلى أصبح مادة شكلية فى الجدول المدرسى، لا تحظى بأى اهتمام فى المدرسة، فمنذ بداية العام الدراسى يصبح ممنوعا على التلاميذ لمس جهاز الكمبيوتر داخل المعمل، وأضاف: «كل ما تعلمته فى المدرسة كيفية تشغيل الكمبيوتر وإغلاقه فقط، ولا يعمل الجهاز غالبا، لأنه عطلان أو به شىء مفقود». وأشار سعد إسماعيل، ولى أمر، إلى شكوى ابنه المستمرة من عدم قدرته على التعامل مع كمبيوتر المدرسة فى حصة الحاسب الآلى بسبب كثرة عدد الطلاب فى الفصل، فالأساتذة يرفعون شعار ممنوع الاقتراب «لأنها عهدة أحد المدرسين أو الإداريين بالمدرسة الذين يحافظون عليها بعدم الاستخدام». وفى إحدى المرات عوقب أحد التلاميذ لمجرد تشغيله جهاز الحاسب الآلى دون إذن، وانتقد محب عبود، منسق النقابة المستقلة للمعلمين بالمحافظة، عدم كفاية الساعات المخصصة للحاسب كمادة دراسية، بالإضافة إلى عدم توافر الأجهزة والمعدات فى معامل المدارس، فضلا عن قلة العدد الكافى من إخصائيى الصيانة وضعف إمكانياتهم، كونهم غير متخصصين- حسب تعبيره. وقال «عبود»: «يختلف الواقع العملى تماما عن التصريحات الوردية لمسؤولى الوزارة، فالمعامل غير مهيأة، ولا تقبل التطوير، وهى غالبا غرف مهملة تم تحويلها مؤخرا لدراسة الحاسب الآلى، ولا تتسع لعدد التلاميذ المكدسين أصلا فى فصولهم العادية، الأمر الذى يؤثر بالطبع على استيعابهم وتحصيلهم». وطالب حسن العيسوى، الأمين العام لحركة «معلمون بلا نقابة» بتوفير المعامل بالمدارس بما يناسب أعداد الطلاب، وتزويدها بالأجهزة الحديثة، وتوفير قطع الغيار المناسبة، بما يساعد على الحفاظ على الأجهزة، إلى جانب العمل على توفير العدد الكافى من إخصائيى الحاسب الآلى والاهتمام بالارتقاء بمستوياتهم من خلال الدورات التدريبية. من جانبه، أكد الدكتور محمد السمرة، رئيس لجنة التعليم بالمجلس المحلى للمحافظة، أهمية استخدام وتوظيف الحاسب الآلى كمادة دراسية أو كوسيلة للتدريس ضمن أساسيات مناهج التعليم الذى يواجه مشكلات عدة، أهمها ارتفاع كثافة الفصول وضعف الإمكانيات. فى المقابل، أكد سمير النيلى، مدير إدارة الإعلام بمديرية التعليم فى المحافظة، أن مادة الحاسب الآلى تحظى باهتمام بالغ عند صانعى القرار فى مجال التربية والتعليم، وأن «الوزارة» تعمل جاهدة لتوفير أجهزة حاسب آلى بالمدارس الحكومية حسب الإمكانيات المتاحة. وقال «النيلى»: «الأجهزة متوافرة فى جميع المدارس، والمديرية تتعاقد مع المدرسين المتخصصين، والشكاوى سواء كانت بشأن وجود أعطال أو عدم تشغيل الأجهزة لا تعدو أن تكون شكاوى فردية تتم مواجهتها فى الحال ولا تعتبر ظاهرة».