داخل شقة من غرفتين، متواضعة الأثاث.. تسكن أسرة الشاب المنتحر خالد ماهر «22 سنة»، طالب جامعى.. حالة من الخوف الشديد تنتاب أسرته، الأب أصيب بحالة من عدم الوعى، يبكى ويضحك فى وقت واحد، والأم تدعى أنها متماسكة لكن دموعها تفضح ضعفها وقلة حيلتها، وفى الوقت الذى رفضت فيه الأم الحديث إلينا، أكد الأب أن هناك سراً كبيراً وراء انتحار ابنه، وكلما أراد أن يفصح عن هذا السر تتدخل والدة المجنى عليه مقاطعة كى تمنعه من الحديث. «المصرى اليوم» حاولت معرفة الحقيقة. التقت الأب والجيران ورووا القصة فى السطور التالية.. فى البداية، قال الأب ماهر حسن «55 سنة»، مدرس، إن ابنه لم ينتحر، وأضاف قائلاً: «ابنى ألقى بنفسه من الطابق الرابع لكن لأسباب قهرية دفعته للانتحار، وأنه قبل انتحاره بيوم طلب منى العودة للسعودية حيث كنا نقيم لمدة 10 سنوات بالأراضى المقدسة». وأكد والد الضحية أنه سأل ابنه عن أسباب رغبته فى العودة للسعودية فأجاب الابن: «إحنا مش واخدين حقنا ولا حريتنا فى بلدنا». انهار الأب وبدأ فى بكاء عميق وبدأت يده اليمنى ترتعش بشدة فمنعته زوجته للمرة الثانية من الكلام. ثم عاد للكلام: «أنا معى خطاب موجه للسفارة السعودية أطالب فيه بحق اللجوء السياسى لأننا مضطهدون فى بلدنا ونرغب فى العودة للأراضى المقدسة». ثم تحدثت والدة المجنى عليه قائلة: «ابنى كان متفوقاً فى دراسته، خاصة فى مادة الرياضيات ولم يكن مريضا نفسيا وكنا نعامله معاملة الصديق، وانتحاره له أسباب خارجة عن إرادتنا..ابنى مات شهيداً». ثم التقينا حسن أحمد، صاحب المقهى المجاور للعمارة التى شهدت الواقعة، وأكد أنه كان داخل المقهى وفى تمام الثامنة صباحاً سمع أصوات استغاثة وصراخ بالقرب منه فهرول مسرعاً لمصدر الصوت، فوجد الشاب «الضحية» ملقى على الأرض غارقاً وسط بركة من الدماء، وأضاف: «المجنى عليه سقط على رأسه ووالدته أمسكت بملابسه من بلكونة الطابق الرابع ورفعتها فى الهواء وقالت: (حسبى الله ونعم الوكيل).. أسرعنا به لمستشفى الزيتون لكنه فارق الحياة قبل تلقيه الإسعافات»، وأكد الجار قائلاً: «المجنى عليه نادراً ما يجلس على المقهى، ومشهود له بحسن السير والسلوك». البداية ببلاغ تلقاه المقدم رئيس مباحث قسم شرطة حدائق القبة من مستشفى الزيتون باستقباله خالد ماهر حسن دراز «22 سنة»، طالب جامعى، مصاباً بكسور فى الجمجمة ونزيف حاد، وأنه لفظ أنفاسه قبل تلقيه الإسعافات الأولية، بالانتقال لمكان الواقعة وسؤال شهود العيان تبين أن المجنى عليه ألقى بنفسه من شرفة الشقة التى يقيم بها مع أسرته بالطابق الرابع نظراً لمروره بأزمة نفسية جعلته يقبل على الانتحار.. وبسؤال أسرته أكدت ما جاء بأقوال الشهود. تحرر محضر بالواقعة وأحيلت الجثة لمشرحة زينهم وتم ندب الطب الشرعى لتوقيع الكشف الطبى عليها وبيان سبب الوفاة.
