سادت حالة من الغضب بين مندوبى مختلف وسائل الإعلام من صحف وقنوات فضائية، بسبب منعهم من حضور المؤتمر الصحفى، الذى تم خلاله الإعلان عن نتائج المرحلة الأولى من انتخابات مجلس الشعب، وبعد انتظارهم أكثر من 7 ساعات متواصلة، فوجئوا بمسؤولى اللجنة العامة يؤكدون أنه سيتم الاكتفاء بتصوير «مسجل» للتليفزيون المصرى، على أن يتم توزيعه لاحقا فى «سيديهات» على جميع الفضائيات. بداية الأحداث كانت بالإعلان عن بدء المؤتمر الصحفى فى حوالى الساعة الثانية ظهر الثلاثاء ، إلا أن الصحفيين فوجئوا بمنعهم من الدخول إلى مقر اللجنة العليا، فانتظروا على الرصيف المقابل لمقر اللجنة فى ظل مضايقات أمنية للمصورين الصحفيين لمنعهم من تغطية توافد العشرات من المرشحين الراسبين، الذين جاءوا للتقدم بشكاوى للجنة، ثم تحول الأمر إلى مظاهرة، ردد خلالها المرشحون الراسبون هتافات تندد باللجنة العليا، مثل «باطل.. باطل». وأثناء الانتظار، حضر المستشار مرتضى منصور، الذى جاء للتقدم بشكوى إلى اللجنة، احتجاجًا على ما وصفه ب«تجاوزات وأخطاء» وقعت فيها اللجنة العامة فى دائرته بمحافظة الدقهلية. قال منصور ل«المصرى اليوم» إنه جاء للمطالبة بإلغاء 10 صناديق فى قرية سنتماى، بدعوى وقوع عمليات تسويد بطاقات واسعة، لصالح مرشح الحزب الوطنى عبدالرحمن بركة، مشيرا إلى أنه التقى رئيس اللجنة، الذى أكد له أنه سيتم النظر فى شكواه خلال ساعة، إلا أن طلبه تم رفضه، وتم الإعلان عن دخول مرتضى جولة الإعادة. واضطرت الأجهزة الأمنية لعمل سياج بشرى من جنود الأمن المركزى أمام مقر اللجنة لمنع المرشحين الراسبين من الصعود، وإجبارهم على التوجه إلى الرصيف المواجه للجنة العامة، إلا أنهم فوجئوا بأحد أصحاب السيارات يصيح من داخل سيارته قائلا: «الكل عارف ان الانتخابات مزورة»، «هما مزورين النتيجة قبل أن يجروا الانتخابات»، «مفيش فايدة»، وهنا ردد المرشحون هتافات: «الله أكبر» أكثر من مرة، وقاموا بالالتفاف حوله، فى منتصف الشارع، فأمره الأمن بضرورة التحرك بسيارته بسبب تعطيله حركة المرور، وأكدوا له أن عليه «ركن سيارته بعيدًا للمشاركة فى المظاهرة إذا أراد»، وبالفعل فعل ذلك واتضح فيما بعد أنه قريب أحد المرشحين، الذين رسبوا فى الانتخابات. وفى الساعة الخامسة والنصف، سمحت أجهزة الأمن لمندوبى وسائل الإعلام بالصعود لمقر اللجنة، مع إخبارهم بأن المؤتمر يمكن أن يعقد فى الساعة السابعة، وبالفعل صعد الصحفيون ليفاجأوا بأن المكان المعد لهم عبارة عن غرفة صغيرة لا توجد بها مقاعد كافية. وإزاء ذلك، حدث بعض المشادات الصغيرة بين الصحفيين والموظفين المتواجدين باللجنة، تم السماح على إثرها للصحفيين بالتواجد فى طرقات الشقة، التى تقع فيها اللجنة، بمصر الجديدة، إلا أنهم فوجئوا باستمرار توافد المستشارين رؤساء اللجان العامة لتسليم النتائج، وعندما استفسروا، قيل لهم انتظروا ساعة أخرى، حتى وصلت الساعة إلى التاسعة والنصف، فتم الإعلان عن عدم السماح لكاميرات القنوات الفضائية أو المصورين التابعين للصحف بالدخول، وأن المؤتمر الصحفى سيقتصر على قراءة بيان اللجنة وسيقوم التليفزيون المصرى بتسجيله ثم توزيع سيديهات المؤتمر للفضائيات، فأثار ذلك الصحفيين، فتم السماح بإدخال ال«لوجوهات» الخاصة بكل قناة. ثم تم تسليم مندوبى الصحف نسخة من نتائج الجولة الأولى للانتخابات تضم نحو 130 ورقة، أرسلها الصحفيون لصحفهم عبر الإنترنت، بعد أن فاتت عليهم الطبعة الأولى، واستطاعت فقط الصحف القومية و«المصرى اليوم» اللحاق بالطبعة الثانية بعد أن تأخرت كثيرا عن طبعها. ولفت نظر الصحفيين أثناء انتظارهم طوال تلك الفترة اعتصام هيام عبدالعزيز عامر، مرشحة الحزب الوطنى على مقعد العمال بدائرة بلقاس بمحافظة الدقهلية، داخل مقر اللجنة العليا للانتخابات، احتجاجا على عدم استطاعتها مقابلة رئيس اللجنة لمعرفة نتيجة الشكوى، التى تقدمت بها، ورصدت فيها عددا من المخالفات والانتهاكات داخل دائرتها، وأشارت هيام إلى أن اللجنة العليا قامت بإعلان النتيجة على أن تدخل جولة إعادة، إلا أنها فوجئت بإعلان رسوبها فى الجولة الأولى. وشككت اللجنة العليا للانتخابات فى الصور، التى التقطتها أجهزة الإعلام، أثناء تغطيتها الأجواء الانتخابية، التى جرت يوم الأحد الماضى، وأصدرت اللجنة بيانًا جاء فيه: «أنه إزاء ما نشر من بعض الصور على شبكة الإنترنت وبعض وسائل الإعلام، فإن اللجنة تؤكد عدم تلقيها هذه الصور فى صورة شكوى من قِبَل أحد، ولا يتوافر لديها أى معلومات عن مصدر هذه الصور وكيفية التقاطها ومدى صحتها من عدمها».