السودان ذلك البلد الأفريقى الأكبر الذى تحوى باطنه الكثير من الثروات التى تطمع العالم به والذى عانى ومازال يعانى ويلات حروب وصراعات داخلية قديمة قدم الإحتلال الإنجليزى الذى غذاها وأججها ليترك السودان كالجواد الأهوج وكالبركان الثائر بين فصائل مولتها القوي الغربية بزعامة الولاياتالمتحدةوإسرائيل بالسلاح فى غفلة من زعمائها تارة وبمباركتهم تارة أخرى يبدو أنها وصلت لمنعطف خطر لن تستطيع أن تكمل بعده بكامل جسدها فالجنوبيون يتجهون بالجنوب بعيدا تدعمهم قوى الغرب مبتعدين عن إخوانهم بالشمال بجذورهم العربية الشرقيةالإسلامية والشمال لا يدعمه إلا العرب والمسلمين؟! فهل ستنجح الخرطوم فى المحافظة على وحدة السودان فى مواجهة عالم هيئه الجنوب للإنفصال هل سيبقى سودانا واحدا بسيادة كاملة حرة واحدةأم سودانيين الجنوبى والشمالى وربما أكثر؟فإتفاق السلام بنيفاشا قال عنه البشير أنه يهدف للوحدة رغم إشتماله على بند الإستفتاء لتقرير المصير وأكد الرئيس البشير أكثرمن مرة أنه لن يسمح بالعبث بمقدرات الوطن أو بإنتقاص سيادته لا سيما من يعدون المسرح لذبح الوحدة ؟ . لكن يبدو أن زيارة سلفاكير،الأخيرة لأمريكا قد حدد فيها هوية المرحلة القادمة فالتصريحات التى أدلى بها لدى عودتة من الولاياتالمتحدةالأمريكية عن إمكانية إجراء الإستفتاء من جانب واحد وأنه لن يصوت لصالح الوحدة تلتها تحركات عسكرية لقوات الجنوب صوب الأماكن الساخنة والغنية بالثروات على الحدود ليؤكد للشمال إستعداده للحرب قبل الإستفتاء وللضغط على الخرطوم لقبول الأمر الواقع وللتأثير على تصويت الجنوبيين على الإنفصال وما تلى ذلك من زيارة لوفد الأممالمتحدة(وفود الدول الخمسة عشرة دائمة العضوية فى مجلس الأمن )مرتين خلال فترة قصيرة للجنوب ولدارفور للتأكيد على إهتمام العالم بالسودان؟!!!وعلى ضروة إجراء الإستفتاء فى موعده الذى قرر فى إتفاقية السلام 2005 بنيفاشا علي أن يتم الإستفتاء فى ال9/1/2011 ولإيصال رسالة للخرطوم مفادها نحن ممثلوا الدول دائمة العضوية ندعم الجنوب وإنفصاله موقف صعب على الخرطوم بوضعها الحالى حتى ولو دعمتها الدول العربية الراضخة تحت وطأة الضغوط الأمريكيةوالغربية التى تدعم الإنفصال فتصريحات الرئيس الأمريكى باراك أوباما والذى أنهي عصر العصا الأمريكية للسودان والذى بدأ بالعمل منذ توليه على تطبيع العلاقات الأمريكية السودانية تلك العلاقة المتوترة منذ أوئل التسعينات والتى لأزمتها عقوبات إقتصادية مفروضة منذ 1997حيث وضع الخرطوم على لائحة الدول الراعية للإرهاب صرح هو الأخر بضرورة إلتزام الخرطوم بنتائج الإستفتاء محذراً من الإخلال بإتفاقية نيفاشا وأكدت وزيرة خارجيته ومندوبة الولاياتالمتحدةبالأممالمتحدة سياسة الجزرة والعصا مؤكدين على ضرورة نزاهة الإستفتاء وإستقلال القضاء وتحذيرهما للخرطوم بضرورة إجراء الإستفتاء فى موعده مهددة الخرطوم من عواقب الإخلال بإتفاق السلام ! تحركات لازمتها تصريحات كلها تدعم خيار الإنفصال؟ مما يؤكد أن الإنفصال قد تم أممياً وما يحدث الآن هو تكتيل للعالم للضغط على الخرطوم للإستسلام للأمر الواقع وقبول إنقسامها والرضا بالأمر الواقع فمع نهاية هذا العام ستشهد إبيى إستفتاء هى الأخرى لتقرير مصيرها إما بالإنضمام للجنوب أو الشمالومشكلة مشاركة القبائل المسيرية بالإستفتاء ورغم فشل محادثات أثيوبيا فى الوصول لحل بشأن أبيي وتقسيم الحدود والمواطنة ومستحقيها بأبيي والتى يبدو أنها ستقسم بين الشمال والجنوب بمباركة أمريكية ومن خلال المؤتمر الأخير هذا والخرطوم تهدد الفصائل المسلحة بدارفور من مغبة العنف وبأنها ستتعامل بقسوة مع المخربين بقسوة إذا لم يستجيبوا لنتائج اللإستفتاء ولخيار السلام وجائت القمة العربية فى سرت والقمة العربية الإفريقية لتؤكد على دعمها لوحدة السودان وسيادته الكاملة على أرضه ومؤكدة دعمها لإجراء الإستفتاء فى موعده ؟! . وكان لزاما على الخرطوم أن تعلن للجنوبين عن عدم إعترافها بالإستفتاء لو جرى من طرف واحد مصرحة بأن التحركات العسكرية لجيش الجنوب للضغط على خيار الجنوبين وتأكيد إستعداد كير لدعم الإنفصال بالقوة المسلحة؟!!!سيؤثر سلبا على عملية الإستفتاء القادم وأنها ستتصدى بكل قواها لأى تعدى على سيادتها الكاملةعلى أراضيها . ولإكمال المسلسل الأمريكى الجنوب سودانى نادى سلفا كيرالأممالمتحدة بإرسال قوات حفظ سلام دولية لنشرها بين الشمال والجنوبعلى الحدود لدولتى السودان مستقبلا وإنشاء منطقة آمنة فاصلة لحماية الجنوبين عندما يختارون الإنفصال !! وعلى الطرف الأخر ترى الخرطوم أن تصريحات زعيم الحركةالشعبية لتحرير السودان تمثل عدم إلتزام بإتفاق السلام المبرم 2005 بنيفاشا المسمى بإتفاق الترتيبات الأمنية والذى نص على تعزيز خيار الوحدة وجعله جذابا!محذرة من خطر تفجر صراع أكبرلولم يتم التوصل لتسوية للخلافات قبل الإستفتاءالذى تفصلنا عنه ثلاثة أشهر لإستقلال الجنوب الغنى بالثروات والنفط أوإ بقائه جزء من السودان الموحد. ورغم تأكيدات البشير بإلتزامه بإجراء الأستفتاء إعلاميا وبالقمة العربيةالإفريقية والعربيةفى موعده إلا أنه إشترط تسوية الخلافات المتعلقة بالأماكن الحدوديةوترسيم الحدود والديون وعوائد الثروات النفطية والمياه وأكدأن الفشل فى معالجة تلك المسائل ربما يؤدى لصراع أشد من السابق قبل إتفاقية السلام ومن تصريحات كير وإستنجاده بالخارج (على وعد بإعطائهم إمتيازات فى إستخراج ثروات الجنوب لو دعموا خيار الوحدة ومنحوا الجنوب أماكن النفط والثروة وعلى رأسهم الولاياتالمتحدة ؟!) وقبلها صراعه وهو جبهته التى حاربت وأنهكت السودان وحكومة الخرطوم المالك الشرعى للحكم بالسودان لعقود طويلة عانى من محاصرة الغرب له والتلاعب بأمن بلده والتهديد بمحاكمة رئيسه دولياً ومطاردته كمجرم حرب ؟ ضغوط وصلت للتهديد بالحصار لأكثرمن مرة كل ذلك وحكومة الخرطوم مازل لديها أمل فى بقاء السودان جسداً واحداً وطن واحد كيان واحد يحوي كل السودانيون !! لكن يبدو هذه المرة أن الوحدة أصبحت تلفظ أنفاسها الأخيرة فالسودان وصل لمرحلة لابد معها من البتر للعضو الرافض للبقاء بالجسد وإلا سقط السودان فى صراع أستعدت له حكومة الجنوب الخمسة أعوام الماضية لتعزيز قدراته العسكرية بينما الخرطوم بقى كما هو ظناً منه بأنه الشرعية وأن الوحدة هى حلم الشعوب إذاً فالأممالمتحدة بقيادة أمريكا وحلفائها تدعم وتحمى الإنفصال ضغوط دولية شديدة تواجهها الخرطوم فهل إستعدت مصر لذلك ؟؟