يؤدى الفريق الكروى الأول بالنادى الأهلى مرانه بمدينة مراكش المغربية غداً «الأثنين»، استعداداً لمواجهة مونتيرى المكسيكى بعد غد «الأربعاء» فى مباراة تحديد المركزين الخامس والسادس لمونديال الأندية. وسيطرت حالة من الحزن الشديد على البعثة بعد الخسارة بهدفين نظيفين أمام فريق جوانزو الصينى، والتزم اللاعبون غرفهم فى الطابق الثانى للفندق ولم يغادروها، فيما حرص محمد يوسف، المدير الفنى، وأحمد أيوب، المدرب العام، على عدم العودة من الاستاد مع الفريق والبقاء لمتابعة مباراة الرجاء المغربى ومونتيرى المكسيكى، والتى انتهت بفوز الفريق المغربى ليلاقى الأهلى بطل المكسيك. فيما سادت حالة من الارتياح بين مسؤولى البعثة بعد فوز الرجاء، حيث كان الجميع يرغب فى تجنب المواجهة المصرية - المغربية، حرصاً على العلاقة الوطيدة بينهما، خصوصاً بعد الحفاوة التى قابل بها المغاربة البعثة المصرية، وقيام جماهير الرجاء بتشجيع لاعبى الأهلى أثناء مباراة جوانزو بشكل حماسى وشديد. من ناحية أخرى، بذل سيد عبدالحفيظ، مدير الكرة، ومحمد يوسف، المدير الفنى، جهوداً كبيرة لإقناع محمد أبوتريكة بالتراجع عن قراره بالعودة إلى مصر بعد إصابته بتمزق فى العضلة الخلفية وتأكد غيابه عن الملاعب ستة أسابيع. وقال عبدالحفيظ للاعب: «أنت لاعب كبير ومهم بالفريق ولا يمكن أن تترك زملاءك فى هذا التوقيت الحرج، عليك البقاء معهم للم شملهم والحفاظ على الكيان لحين العودة»، ولم يستغرق الأمر كثيراً حتى اقتنع بكلام عبدالحفيظ وتراجع عن قراره. كان أبوتريكة قد خرج بعد نهاية الشوط الأول فى مباراة الفريق الصينى متأثراً بآلام فى العضلة الخلفية، وتم استبداله بزميله دومينيك. ويعانى «أبوتريكة» من حالة نفسية سيئة، حيث كان يمنى نفسه أن يكون ختام مشواره فى الملاعب أمام فريق بايرن ميونيخ الألمانى، وأن يحقق إنجازاً لفريقه فى كأس العالم للأندية. وبسبب تأثر نفسيته بشدة، حرص اللاعب على الاختلاء بنفسه وقراءة القرآن الكريم للخروج من حالة الحزن. واتصل حسن حمدى هاتفياً بخالد مرتجى، رئيس البعثة، وطلب منه الاجتماع مع اللاعبين لإخراجهم من حالتهم النفسية السيئة بسرعة، والتأكيد لهم على أن إدارة النادى لاتزال تقدرهم كأبطال استطاعوا الوصول إلى كأس العالم للأندية رغم الصعوبات، وطالب حمدى اللاعبين بالتركيز فى المباراة المقبلة أمام بطل المكسيك. فيما يعانى وائل جمعة، مدافع الفريق، من حالة من الاستياء، بسبب جلوسه على دكة البدلاء فى المباراة الأخيرة، وتفضيل محمد يوسف، مديره الفنى، سعد الدين سمير عليه، ويرى «جمعة» أنه كان جاهزاً فنيا وبدنياً للمشاركة، وأنه إذا كان سيبقى فى الأهلى ليجلس على دكة البدلاء فمن الأفضل بالنسبة له أن يعلن اعتزاله بعد انتهاء البطولة حفاظاً على تاريخه. وحرص محمد يوسف على الجلوس مع جمعة لامتصاص غضبه الذى يحاول كتمانه داخله، وأوضح له أنه حافظ عليه بعد إشراكه فى هذه المباراة حتى لا يتعرض لما سبق أن تعرض له بعد مباراة مصر وغانا فى التصفيات الأفريقية المؤهلة لنهائيات كأس العالم. ولأن الخسارة دائماً ما تفتح باب المشاكل الداخلية وتبرزها على السطح، فقد تناول عدد من اللاعبين فى أحاديثهم الخاصة مسألة مباراة المغرب الفاسى الودية التى لعبها الفريق قبل البطولة مباشرة وتسببت فى إحداث الكثير من الإصابات لدى اللاعبين مثل: سيد معوض الظهير الأيسر الذى أصيب بعد مشاركته بها بعدة دقائق وعاد إلى مصر، كما شارك فيها شريف عبدالفضيل، مدافع الفريق، رغم عدم تماثله للشفاء بشكل سريع، وبالتالى إصابته وخروجه من حسابات الجهاز الفنى فى مباراة جوانزو بسبب آلام العضلة الضامة. وعلمت «المصرى اليوم» أن عدداً من اللاعبين كانوا يؤدون تدريباتهم فى الأيام الماضية بالمغرب بواسطة الحقن المسكنة، منهم أحمد شكرى، لاعب الوسط، وكذلك عماد متعب. وبعد المباراة، قال محمد يوسف، المدير الفنى، مبرراً الهزيمة: «للأسف لم يحالفنا التوفيق فى المباراة، خصوصاً فى الشوط الأول الذى كان فى صالحنا، وضغطنا عليهم معظم الوقت وأهدرنا أكثر من فرصة محققة لكن التوفيق لم يحالفنا، وفى الشوط الثانى استغل لاعبو جوانزو الفرص القليلة التى سنحت لهم لإحراز الهدفين»، وتابع «يوسف»: «طبيعى ألا نحقق نتيجة إيجابية فى هذه البطولة، لأننا غائبون عن المباريات الرسمية منذ شهر وأربعة أيام، ورغم هذه الظروف الصعبة فقد حاولنا لكن الله لم يوفقنا». وأضاف «يوسف»: «خسرنا مباراة فى بطولة العالم، ولا أريد تكوين أفكار سلبية عن الفريق بسبب مباراة جوانزو، واللاعبون الكبار فى الفريق قيمة كبيرة لابد من مساندتهم». وحول تأثر الفريق بالأحداث السياسية فى مصر، قال «يوسف»: «إن الأحداث السياسية ليس لها أى تأثير سلبى على الفريق، لكن توقف النشاط الكروى فى مصر هو السبب، وهذه هى طبيعة الظروف التى تمر بها الكرة المصرية حالياً، ولابد من التأقلم معها، وقد حاولنا أن نكسب مباراة جوانزو وبذلنا قصارى جهدنا، لكن هذا هو حال كرة القدم». وحول اعتزال أبوتريكة قال «يوسف»: «أبوتريكة حتى الآن لم يبلغنا رسمياً بقرار اعتزاله، وأنا شخصياً أحتاج لوجوده مع الفريق لأنه لاعب ذو قيمة كبيرة، وله ثقله الفنى». وقال خالد مرتجى، عضو مجلس الإدارة، رئيس البعثة: «صحيح أننا كلنا حزانى بسبب الخسارة، لكن لا داعى للإفراط فى الحزن لأن وجودنا فى المغرب للمشاركة فى المونديال فى حد ذاته إنجاز يحسب للاعبين وجهازهم الفنى، وأنا أشكر اللاعبين والجهاز على الجهد الكبير الذى قدموه فى الآونة الأخيرة، وتوجوا مجهودهم بالفوز ببطولة أفريقيا رغم هذه الظروف الصعبة». وأضاف أن كل الظروف لعبت ضد الأهلى، مثل إصابة سيد معوض وشريف عبدالفضيل، بالإضافة إلى إصابة أبوتريكة فى الشوط الأول، الأمر الذى أثر سلباً على أداء اللاعبين. وشدد مرتجى على أن أبوتريكة قيمة كبيرة لن يعرف الناس قيمتها إلا بعد أن يعتزل رسمياً، لأنه لاعب كبير وموهوب، وإضافة لأى فريق، ونموذج اللاعب المخلص لفريقه. فى شأن مختلف، يدرس الجهاز الفنى إجراء بعض التعديلات على تشكيل الفريق بعد فشل أكثر من لاعب فى القيام بالدور المطلوب منه فى المباراة الأخيرة، ويخشى محمد يوسف من أن تؤدى هذه التغييرات إلى هزة للفريق فى البطولة، ولهذا فإنه يفضلها أن تكون تعديلات بسيطة، وعلى رأسها مركز الظهير الأيسر بالاعتماد على صبرى رحيل وتجربته بدلاً من أحمد شديد قناوى الذى كان متواضعاً للغاية أمام جوانزو. هنا أغادير ■ حنان الزينى، المنسق العام للبعثة، أصيبت بإغماءة خفيفة بعد المباراة فى فندق الإقامة، قام الدكتور إيهاب على بإسعافها بسرعة. ■ إيهاب عبدالأحد جمال، السفير المصرى فى المغرب، زار فندق إقامة البعثة فى أغادير بعد انتهاء المباراة وعقد جلسة مطولة مع خالد مرتجى. ■ أغلب لاعبى الأهلى رفضوا الحديث لأى وسيلة إعلامية بعد انتهاء المباراة.