هذه ليست أول مرة أشير فيها لكتاب «نظرية الحرب فى الإسلام» للإمام محمد أبوزهرة. وفى الإعادة إفادة. أرجوكم خذوا العلم عن علماء الأزهر المستنيرين فى عصرهم الذهبى، وراقبوا معى ترتيب الأفكار فى عقل الفقيه. 1- لا دفاع بالباطل عن أخطاء ارتكبت فى التاريخ الإسلامى، وليس كل ما فعله ملوك الإسلام إسلامياً، ومهما كانت الأسباب التى دفعتهم إلى العنف، كقسوة جيوش الأعداء، أو سياق العصر، فهذا ليس مبررا للعنف، والمهم أن يكون المبدأ واضحاً: هذا ليس من الإسلام من شىء، وأعمالهم ليست حاكمة على القواعد الدينية المقررة، بل خاضعة لهذه القواعد. 2- حرية الاعتقاد فى الإسلام مكفولة، فالحرب لا تجوز لفرض الإسلام دينا على المخالفين، والقتل للكفر ليس بجائز فى شريعة الإسلام: «لا إكراه فى الدين، قد تبين الرشد من الغى»، هذه من المبادئ غير القابلة للنسخ. كل ما يريده الإسلام هو أن يكفل حرية الاعتقاد للجميع، وإزالة الحجز بين الدعوة والمستضعفين، بحيث لا تقهرهم سلطة على عدم الإسلام، بعدها من شاء آمن، ومن شاء كفر. 3- الرحمة هى أصل التعامل «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين»، ولقوله صلى الله عليه وسلم:«الراحمون يرحمهم الله، ارحموا من فى الأرض يرحمكم من فى السماء»، «لا تنزع الرحمة إلا من شقى». 4- الرحمة الحقيقية أن تمنع الظلم وتغلظ على المعتدين «ولكم فى القصاص حياة يا أولى الألباب لعلكم تتقون»، فإذا اعتدى الشر وجب على أهل الخير أن يدفعوه، «فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم». 5- السلام هو أصل العلاقة بين المسلمين وغير المسلمين بنص القرآن «وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله». 6- الدعوة بالحسنى: «ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، وجادلهم بالتى هى أحسن». 7- الحرب عند إصرار العدو على الاعتداء «أُذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا، وإن الله على نصرهم لقدير. الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله». 8- الحرب لمن حارب فقط، أما من سالم المسلمين فلا يحل لهم أن يقاتلوه. 9- إذا وقع الاعتداء فالصبر خير، والقرآن لم يأمر بالقتال عند أول اعتداء: «وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به، ولئن صبرتم لهو خير للصابرين». 10- وصية الرسول لمعاذ تعبر عن سماحة مذهلة: لا تقاتلوهم حتى تدعوهم، فإن أبوا فلا تقاتلوهم حتى يبدءوكم، فإن بدءوكم فلا تقتلوهم حتى يقتلوا منكم قتيلا، ثم أروهم ذلك القتيل «علّ قلوبهم تلين»، وقولوا لهم: «هل إلى خير من هذا سبيل؟». أما سبب السماحة فيأتى فى نهاية الوصية: «فلأن يهدى الله بك رجلا واحدا خير لك مما طلعت عليه الشمس وغربت. (البقية غدا). [email protected]