يعتبر كين لوش ومايك لى من أعظم مخرجى السينما فى بريطانيا والعالم، وبعد مقاطعة «لوش» المهرجانات التى تتلقى دعماً من الحكومة الإسرائيلية، وهو الموقف الذى أعلنه العام الماضى، اعتذر لى عن عدم زيارة كان من المقرر أن يقوم بها إلى إسرائيل يوم 20 نوفمبر الحالى بدعوة من مدرسة سام سبيجل فى القدسالغربية لإدارة ورشة عمل مع الطلبة، والحوار مع رواد سينماتيك القدس بعد عرض أفلامه، ولإلقاء محاضرة فى سينما جنين. اعتذر «مايك لى» بعد تصديق الكنيست (البرلمان) فى إسرائيل على «قانون الولاء»، الذى يلزم جميع المواطنين الإسرائيليين بمن فيهم العرب المسلمون والمسيحيون بالاعتراف بيهودية دولة إسرائيل. وقال فى رسالة علنية إلى مدير المدرسة يوم 12 أكتوبر نشرت فى الصحف المطبوعة والإلكترونية: كدت أعتذر عندما وقع الهجوم الإسرائيلى على السفينة التركية، التى كانت تنقل المساعدات إلى غزة، والتى هاجم العالم إسرائيل بسببها عن حق، وأنا الآن آسف لأننى لم أفعل، ومنذ ذلك الحين تفاقم الوضع، ولا أريد أن تفسر زيارتى على أنها دعم ضمنى لإسرائيل. لقد دفعنى إلى ذلك القرار مواصلة البناء غير القانونى فى الأراضى المحتلة بعد الحصار الإجرامى لغزة، وإطلاق النار المتواصل على الأبرياء، ومنهم أطفال، ثم كان التصديق على «قانون الولاء» الذى حسم الأمر، لم يعد لدى اختيار، ومن الواجب أن أتصرف وفقاً لما يمليه علىّ ضميرى. وقال «مايك لى» فى ختام رسالته إلى رنان شور، مدير المدرسة: إذا حظيت أنت وأنا بتحقيق السلام، و«الحل العادل» للشعب الفلسطينى، وإعادة بناء غزة، سوف أكون أول من يزور المدرسة. ولكن الآن لا أستطيع أن أقوم بهذه الزيارة. لا أريد ولن آتى، هذا هو موقفى، وهو بالطبع غير قابل للأخذ والرد، وأعتذر إلى الطلبة وكل من كان ينتظر وصولى. وقد رد «شور» يوم 15 أكتوبر بأن الطلبة والأساتذة والفنانين ليسوا مسؤولين عن سياسات الحكومة الإسرائيلية، وأنه يعتقد أن موقف «لى» كان سيصبح أقوى لو عبر عنه فى إسرائيل. هكذا يتخذ المبدعون الكبار المواقف السياسية سواء كان «لوش» المسيحى أو «لى» اليهودى دفاعاً عن الحق والعدل، وهم يتخذون هذه المواقف إرضاء لضمائرهم، ولا ينتظرون شيئاً من العرب أو غير العرب، ولتهنأ مهرجاناتنا السينمائية بالسجاجيد الحمراء! [email protected]