ينتابنى شعور قوى بعدم استكمال مسابقتى الدورى والكأس هذا الموسم بسبب تدنى مستوى التحكيم والحكام وسوء إدارتهم وأخطائهم الفادحة فى العديد من المباريات التى شملت أيضاً جميع منافسات الدورى بدرجاته المختلفة، خاصة أن الأسابيع المتبقية من عمر المسابقة معدودة مع سخونة الصراع والمنافسة سواء بين أندية القمة أو القاع، وبعيداً عن المقولات الخاطئة التى يرددها البعض بأن أخطاء الحكام موجودة فى كل ملاعب العالم وبأنها جزء من لعبة كرة القدم مستشهدين بهدف مارادونا فى مرمى إنجلترا وهدف هنرى فى مرمى أيرلندا إلا أنه لا وجه للمقارنة بالأخطاء القليلة التى يرتكبها الحكام الأجانب بما يرتكبه حكامنا من أخطاء فادحة يصفها الكابتن محمد حسام فى عبارته المتكررة والسخيفة بأنها لا تؤثر فى نتائج المباريات، وهو منظور عكسى لما يراه الآخرون، وأكبر مثال المهازل التى شهدها العديد من اللقاءات وآخرها مباراة إنبى مع الأهلى التى تستحق لقب أسوأ مباراة تحكيمية هذا الموسم، ناهيك عن مباريات دورى المظاليم التى تنتهى دائماً بالشغب والاعتراضات وخروج أطقم التحكيم فى حراسة الشرطة، فضلاً عن تفرغ الكابتن حسام للمشاركة فى برامج الفضائيات وتعليقه على الأداء التحكيمى، بل إنه سمح، فى مخالفة صريحة وواضحة للوائح الاتحاد الدولى، لبعض حكامه المقربين، سمير عثمان وفهيم عمر، بالظهور فى الفضائيات لتبرير قراراتهم وتلميع صورهم، وآخرها التصريحات التى أدلى بها الأول ل«المصرى اليوم» الذى أكد من خلالها أنه ليست له أى علاقة باحتساب تسلل اللاعبين، واتهم مساعديه بإلغاء هدفى إنبى فى مرمى الأهلى، كما أعرب عن أن ضميره مرتاح وأنه لم يظلم إنبى!! أما الطامة الكبرى فهى البيان الذى أصدره مجلس إدارة نادى الزمالك وحوى ألفاظاً وعبارات خطيرة، منها على سبيل المثال، اتهامه لجنة الحكام بتعيين حكام محددين لإدارة مباريات الفرق المنافسة، وبأن اللجنة تحكمها الأهواء والألوان دون حياء وبعيداً عن الحيادية، ووصف الحكام بأنهم خلعوا برقع الحياء وأصبحت المجاملة عينى عينك، مطالباً اتحاد الكرة بوقف المهازل التحكيمية الفاجرة، وهو ما يؤكد شعورى وظنونى بعدم استكمال منافسات الدورى والكأس بعد أن تسبب هذا البيان فى نشر المزيد من الإثارة والتعصب الأعمى والكراهية بين جماهير القطبين، والتى ستؤدى حتماً إلى انتشار العنف وعدم الرضا عن قرارات الحكام حتى ولو كانت صحيحة وعادلة. ■ «شر البلية ما يضحك».. مثل شهير ينطبق على العديد من الأحداث الرياضية.. الحكم الدولى السابق رضا البلتاجى أكد بشجاعة أن سماعات الحكام وهمية بعد أن «استخسر» رئيس لجنة الحكام شراء السماعات المعتمدة من الاتحاد الدولى لارتفاع سعرها، وفضل الاعتماد على الفهلوة المصرية واستعاض بدلاً منها بأجهزة المحمول العادية ترشيداً للإنفاق. كما أكد البلتاجى أن جميع الحكام يرتدون السماعات لزوم الشياكة دون الموبايل يعنى العملية «ضحك على الدقون» ونكتة سخيفة واستهزاء بعقول الناس ويجب محاسبة من اشتراها واخترعها، ومن الغريب أن الكابتن حسام، مع كامل احترامى واعتزازى الشديد، يواجه أى مشكلة تحكيمية بالتهديد بتقديم استقالته ويتشدق دائماً بأنه متطوع ويعمل دون أجر وهو عذر أقبح من ذنب، وأعتقد أنه من الأوفق وحفاظاً على كرامته وسمعته الطيبة أن يصمم على الاستقالة ليريح ويستريح.
