الحل فى الإسلام والحل فى الدستور...أيهما هو الحل الجذرى نقرأ كثيراً ويكتب كتابنا كثيراً مصطلح "الحل الجذرى" ولو سألت من يكتبون هذا المصطلح لأختلفت الإجابات ولما كنت مهندسا حاصل على الدكتوراه من أرقى معاهد الهند للتقنية (التكنولوجيا) فى مجال هندسة الفلزات وبالتحديد فى مجال معروف جداً فى الشارع المصرى ألا وهو مجال "البرومة" والتى تصيب الحديد فى مقتل ويصبح بعدها ترابا بعد أن كان ذو بأس شديد. ولما كنت مهندسا أرتدى الأفرول الأزرق ولست كيميائيا أرتدى البالطو الأبيض لذا تنامت خبراتى فى مجال تحليل الإنهيارات وتعاظمت خبراتى عندما تدربت على يد خبير أمريكى من أصل أفريقى فى مجال تحليل المشاكل الهندسية من جذورها بإستخدام الكمبيوتر والإكسل شيت والذى تم إختباره بمعرفتنا فى مشكلة تحليل إنهيار أخلاق المصريين ويتميز هذا النوع من التحليلات بخلوه تماما من العواطف والأناشيد الوطنية معتمداً فقط على الحدث وتأثير هذا الحدث على حدث آخر متجهين دائما فى تحليلنا هذا عكس عقارب الساعة وصولا إلى السبب الجذرى لأى مشكلة...لكن ما هو السبب الجدرى والذى منه سيكون الحل الجذرى.... ما تمسكه بيدك أو ما تطوله يدك هو الحل الجذرى والعكس صحيح تماما بمعنى إذا كان الحل ليس فى متناول يديك فهو حل غير جذرى على الإطلاق. والسؤال الآن: أيمكنك أن تمسك الله سبحانه وتعالى ؟! والجواب: بالطبع لا ولكن يمكنك أن تمسك القرآن كتاب الله ودستوره ...صحيح أليس كذلك ؟! وهذا أيضا ينطبق على الدستور صنع الإنسان يمكننا جميعا أن نمسكه بأيدينا....صحيح أليس كذلك ؟!...إذا كل من القرآن (كتاب الله للمسلمين) والدستور البشرى لأى أمة كلاهما حلول جذرية ...لكن الدستور الربانى (القرآن) يصلح بلا نزاع كحل جذرى لدولة إسلامية كل سكانها من المسلمين ...أما الدستور البشرى كالدستور الأمريكى يصلح لأمة متعددة الأديان رغم أن غالبيتها تدين بالدين المسيحى ومن ثم هذا أيضا ينطبق على الأمة المصرية والتى هى أيضا متعددة الأديان بغالبية تدين بالديانة الإسلامية. وقبل أن أختم مقالى هذا أذكركم بأن "الحل الجذرى" هو من "جذر" الشجرة وليس من الجذر التربيعى أو الجذر التكعيبى (جذر التكعيبى ل 27 = 3)...فلا تخدع نفسك وتزيل الفرع المريض (مجرد عارض من أعراض مرض الشجرة) من أفرع الشجرة ظانا أنك حلت المشكلة وغير الخبير يظنه سببا جذريا بينما السبب الجذرى يكمن فى نوعية البيئة Environment التى تحيط بجذور الشجرة وأول شئ يطوله المرض هو هناك عند ذلك الجذر الذى تأثر بالنوعية السيئة للتربة المحيطة بما فى ذلك نوعية وكمية الماء الذى ترتوى منه هذه الشجرة إن أصبت فى قولى هذا فهو من الله وإن أخطأت فيه فهو من نفسى ومن الشيطان والعياذ بالله