كشف مصدر داخل الجماعة الإسلامية وجود خلاف حاد بين قيادات الجماعة وحزبها البناء والتنمية، حول الاستمرار في تقديم الدعم السياسي لجماعة الإخوان المسلمين والتحالف الوطني لدعم الشرعية، مشيرا إلى أن عبود الزمر، عضو مجلس شورى الجماعة، رفض الإصرار على شرط التحالف بعودة مرسي إلى منصبه . وأضاف المصدر أن «الزمر» قاد وساطة بين قيادات من المؤسسة العسكرية وقيادات من التحالف الوطني، حيث قدم عدة مبادرات تضمنت الإفراج عن المعتقلين ووقف الملاحقات الأمنية والبدء في مصالحة وطنية وعدم حل الأحزاب الإسلامية، بالإضافة لإجراء انتخابات حرة نزيهة، لكن باءت جميعها بالفشل نتيجة رفضها من قبل قيادات الإخوان وأعضاء التحالف . وأكد المصدر أن قيادات الجماعة طلبت من «الزمر» مهلة لإقناع «الإخوان» وأحزاب التحالف الوطني بضرورة تقديم بعد التنازلات للوصول إلي حل وسط يرضي جميع الأطراف، لافتا إلى إن استمرار دعم الجماعة الإسلامية لن يدوم إذا ظل الإخوان متمسكين بعودة مرسي . من جانبه، قال الدكتور محمد حسان، المتحدث باسم الجماعة، إن «الأزمة الحالية هي أزمة وطن وليست أشخاص والحديث عن حل سياسي بالضرورة يجب أن يشمل قضايا المعتقلين وعودة الشرعية»، مشددا على ضرورة أن يتم التوصل إلى حل وسط يرضي جميع الأطراف . وأضاف «حسان» ل«المصري اليوم»: «هناك حلول وسط وأزمة مصر ليست أعقد من الأزمة اللبنانية، ونحن نشرنا عدة بنود عامة وطرحنا حلولا كثيرة من قبل، لكن لم يتم الاستجابة لها ونرغب خلال الأيام القادمة أن يتم التوصل إلي حل عاجل يعيد الأمور إلى نصابها ويضمن عدم هدم الاستحقاقات الانتخابية حتي تستقر البلاد» . وأشار «حسان» إلى أن «الزمر» لعب مؤخرا دورا وسيطا في محاولة التوصل إلى حل توافقي بين جميع الأطراف، لافتا إلى أن «الزمر» يرى أن «ما قام به الجيش بعد 30 يونيو هو اجتهاد خاطئ نتيجة خوفه من حدوث انقسام في المجتمع»، لذلك لم يوصفه ب«الإنقلاب العسكري» فهو يري أن الجيش تصرف «بحسن نية» .