أمرت نيابة شمال الجيزة الكلية بحبس 125 متهمًا، لمدة 15 يومًا، على ذمة التحقيقات معهم، لتورطهم في أحداث الدقي، التي راح ضحيتها 27 قتيلاً، وإصابة 40 آخرين، خلال الاشتباكات التي دارت بين أنصار تنظيم الإخوان والأهالي وقوات الأمن. كما أمرت النيابة بتشريح الجثث للوقوف على أسباب الوفاة، وطلبت النيابة تحريات جهاز الأمن الوطني حول المتهمين المقبوض عليهم في الأحداث، وبيان بمحرضيهم، ودور كل منهم في الأحداث، وكذلك تحريات «البحث والتحري» في وزارة الداخلية ومديرية أمن الجيزة حول الأحداث، والتحفظ على الأسلحة والمفرقعات التي تم ضبطها وتتمثل في سلاح آلى و2 فرد خرطوش و5 زجاجات مولوتوف، بالإضافة إلى عدة مضبوطات أخرى منها واقيات من الرصاص، وإرسال تلك المضبوطات إلى خبراء المعمل الجنائي لفصحها. وباشر التحقيق مع المتهمين فريق من نيابات شمال الجيزة، ووجهوا لهم اتهامات القتل العمد، والشروع في القتل، والبلطجة، وحيازة أسلحة نارية، وذخائر وأسلحة بيضاء، وقطع الطرق، وتعطيل حركة سير المواصلات العامة والخاصة، وترويع المواطنيين الآمنين، وتعطيل حركة كوبري الدقي، والانتماء إلى جماعة إرهابية، والتعدي على منشأت شرطية، والممتلكات العامة والخاصة، وإرهاب المواطنيين، واستخدام القوة ضدهم. وكشفت التحقيقات التي أشرف عليها المستشار ياسر التلاوي، المحامي العام الأول لنيابات شمال الجيزة، عن قيام مؤيدو تنظيم الإخوان، بتنظيم عده مسيرات في عدة ميادين بمنطقة الجيزة، لمحاولة دخول ميدان التحرير، في ظل تظاهر مواطنين محتفلين بذكرى نصر 6 أكتوبر المجيد، مما تسبب في تدخل قوات الأمن والأهالي لمنع وصول المسيرات المناهضة للاحتفالات والمؤيدة للرئيس المعزول محمد مرسي من الوصول إلى ميدان التحرير، ونشبت اشتباكات أسفرت عن سقوط قرابة 40 قتيلا وعشرات المصابين، وأضافت التحقيقات: «قام أنصار الإخوان بإضرام النار، في نقطة مرور الدقي، بشارع التحرير، بجوار كلية رياض الأطفال، وتكسير واجهات مبنى المركز القومي للبحوث الزارعية، وتهشيم واجهات قسم شرطة الدقي». وتبين من خلال مناظرة الجثث بمستشفيات إمبابة العام وقصرالعيني، سقوط الضحايا جراء إصاباتهم بطلق ناري بمناطق متفرقة بأنحاء الجسد، من بينها الرأس والصدر والكتف، من مسافات قريبة لا تتعدي ال500 متر، في بعض الأحيان، وأن الرصاص المستخدم في المعارك خرطوش وحي، محلي الصنع وغير محلي، بالإضافة إلى وجود حالات اختناق من الغاز المسيل للدموع. وأظهرت معاينة فريق النيابة لمكان الأحداث، إشعال أنصار الإخوان النار في إطارات السيارات، وتهشيم عدد من سيارات الشرطة، بجوار قسم الدقي، الذي تحطمات واجهته الرئيسية، وتبين من المعاينة اختراق بعض الرصاص لجدران ديوان عام القسم، بالإضافة إلى تحطيم واجة المركز القومي للبحوث الزراعية، بشارع التحرير، وكذا نقطة مرور الدقي، عند تقاطع شارع محيي الدين أبو العز. كما أثبتت المعاينة عن تحطيم الأرصفة، وخلع البلاط وتكسيره، وقطع أفرع الأشجار، لاستخدامها في رشق الأهالي وقوات الأمن، لتسهيل دخولهم إلى كوبري الجلاء، للوصول إلى ميدان التحرير. ونفى المتهمون الاتهامات المنسوبة إليهم، وتنصل بعضهم من مرسي، وادعوا القبض عليهم بالمصادفة، في حين أكد آخرون على أنهم جاءوا لدعم مرسي باعتباره رئيسيًا صالحًا شرعيًا، واعترفوا بالاعتداء على بعض الأشخاص، وأنهم جاءوا في مسيرة من شاعر أحمد عرابي بمنطقة المهندسين، لدخول التحرير، لكنهم أنكروا صلتهم بالأسلحة والمضبوطات التي ضبطت بحوزتهم، وأن الأمن قام بدهسه لهم. ودلت التحريات المبدئية عن استهداف أعضاء تنظيم الإخوان للأهالي خاصة بعد تضامن بعضهم مع الشرطة، ورشقهم بالطوب والحجارة، وكان بعض المصابين في أحداث منطقة الدقي، قد أدلوا بشهاداتهم حول أحداث الاشتباكات التي نشبت بين أنصار تنظيم الإخوان وأهالي الدقي، وقرورا في أقوالهم أنهم فوجئوا بهجوم الإخوان عليهم بالقرب من كوبري الدقي، وأطلقوا النار تجاههم، فرد الأهالي برشقهم بالطوب والحجارة، للدفاع عن المنطقة، ومنعهم من دخول ميدان التحرير.