اعتبر عدد من قيادات الأحزاب والقوى السياسية المعارضة تصريحات الدكتور على الدين هلال، أمين الإعلام فى الحزب الوطنى، أن الرئيس مبارك مرشح الحزب فى الانتخابات الرئاسية المقبلة، لا تحمل مفاجأة على الإطلاق، خاصة أن مصر منذ ثورة يوليو لم تعرف رئيس جمهورية سابقاً، أو رئيساً خارج الحكم، سوى محمد نجيب، وقالوا: إن تجربته لن تتكرر. قال الدكتور أسامة الغزالى حرب، رئيس حزب الجبهة: «إحنا متأكدين تماماً أن الرئيس مبارك سيظل رئيساً مدى الحياة، والذين راهنوا على ترشيح الحزب الوطنى لجمال مبارك فى الانتخابات الرئاسية المقبلة، مخطئون ولا يعرفون طبيعة الحكم أو النظام السياسى فى مصر». وقال الدكتور عبدالجليل مصطفى، المنسق العام للجمعية الوطنية للتغيير: أخيراً، دخلت معايير الدكتور على الدين هلال، التى اعتبر فيها أن ترشيح أى شخص أمام الرئيس مبارك «قلة أدب» حيز التطبيق، وتساءل: هل هذا الإعلان آخر كلام ولا لسة فى الجراب أشياء أخرى؟ وأوضح جورج إسحاق، المنسق الأسبق لحركة كفاية، أن الرئيس مبارك سبق له أن صرح بأنه سوف يفتتح الجامعة اليابانية فى القاهرة سنة 2017، وهذا معناه أنه سيظل يحكم مصر حتى النفس الأخير، ولن يسمح لأحد بأن يترشح أمامه أو ينافسه، وأشار إسحاق إلى أن الرئيس مبارك من حقه أن يستمتع ببقية العمر، لأن استمراره فى الحكم للحظة الأخيرة «كلام صعب قوى». وأكد الدكتور رفعت السعيد، رئيس حزب التجمع، أن الرئيس مبارك نفسه قال هذا التصريح من قبل فى زيارته الأخيرة لافتتاح عدد من المشروعات فى القناطر الخيرية، حينما سأل الدكتور أحمد نظيف، رئيس الوزراء، عن بعض التطويرات فى المشاريع، وأجابه نظيف بأنه أعطى مهلة حتى 2012 وكان رد الرئيس أنه لن ينتظر بعد هذه المهلة، مما يعنى أنه باق حتى بعد 2012، واعتبر السعيد أن تصريح هلال حسم الأمور بشكل قاطع كى تتوقف كل المهاترات الخاصة بالتوريث. وقال بهاء الدين أبوشقة، المستشار السياسى لحزب الوفد، إن التصريح أنهى حالة من الجدل، ظلت منتشرة طيلة الفترة الماضية، ووضعت حداً للشائعات الخاصة بترشيح جمال مبارك خلفاً لوالده فى الرئاسة، معرباً عن تمنيه توافر الصحة للرئيس، وأن يوفق فى الانتخابات، وأكد أن مثل هذا التصريح لا يصدر من أحد القيادات المهمة بالحزب مثل الدكتور على الدين هلال، إلا بناء على رأى الرئيس وموافقته، على الترشح مجدداً، واعتبر أبوشقة أن التصريح المباشر يقضى على المزايدات المستمرة، التى انتشرت وقال: التصريح فى هذا الوقت المبكر، قبل الانتخابات بعام، جاء فى نطاقه الصحيح، وكان يجب صدوره لوضع النقاط فوق الحروف، حول المسائل الجدلية التى تريح الشارع السياسى. وأشار أحمد حسن، الأمين العام للحزب الناصرى، إلى أن الشائعات التى انتشرت حول ترشيح جمال مبارك، كان لابد من إيقافها والتأكيد أن الرئيس مبارك هو الرئيس المقبل، مما يؤدى إلى استقرار الأجواء السياسية، وأضاف حسن أن التصريح يعنى القضاء على حالة المزايدات الخاصة بتأييد ترشيح نجل الرئيس بعد أن حسمت الأمور.
