لم أفهم معنى كلمة «شنة» المقترنة بكلمة أخرى هى «رنة» «أى رنة خلخال المرأة» إلا من الشيخ عمر راجح، شيخ قبيلة أولاد موسى، التى تسكن واحة سيوه إلى جوار عشر قبائل أخرى.. الشيخ عمر تجول مع «المصرى اليوم» فى عدد من مزارات الواحة ومعالمها السياحية والأثرية، ثم دعانا إلى الغداء فى بيت ابن عمه بلال أحمد بلال، عضو مجلس الشعب عن سيوه، وخلال انتظارنا للغداء فى بهو مفتوح على بركة مياه مصدرها عين مياه طبيعية، والذى كان أبرز ما فيه الخروف المشوى واليمام البرى، سألناه عن تميز ملابسه عن باقى أقاربه من أهالى الواحة، فقال لنا أن غطاء الرأس الأحمر الذى يضعه على رأسه اسمه «شنة» وهو خاص بشيوخ القبائل فقط، وأن لكل منطقة لوناً مميزاً فى لبسها..فالمنطقة الغربية ابتداء من الحمام، فى مصر، وحتى بنى غازى فى ليبيا شنتها حمراء، أما فى طرابلس فهى سوداء.. وفى جنوب الصحراء، خاصة فى تشاد، فإن شيوخ القبائل هناك يرتدون شنة زرقاء. والشنة ومعها السديرية و«الملف» وهو أشبه بالبنطلون و«الزبون» وهو أشبه بالجاكت، خاصة بمشايخ القبائل وعمد بعض القرى الصحراوية فى المنطقة الغربية، الذين لا يتجاوز عددهم 200 فقط - وفقاً لما يقوله الشيخ عمر راجح. ويقول عبدالعزيز الدميرى، مدير آثار سيوه، إن الزى المميز للعمال فى الواحة عبارة عن قميص ذى أكمام فضفاضة ويسدل حتى الركبتين أو أسفلهما قليلا، وفوقه جبة من الصوف وعمامة، أما الأغنياء فلباسهم هو الثوب والسروال، وأما الجرد من الخارج فيلتف حول الجسم ويكون أحد الأكتاف خارجه، وهذا الزى وطريقة ارتدائه ربما يكون مصدره من التأثيرات اليونانية الرومانية، كما يؤكد الدميرى. والشيخ «عمر» هو رجل علاقات عامة بالفطرة وهو أنشط من جميع رجال المحافظة ومجلس المدينة الذين لا يتحركون إلا بالأوامر، وهو كان فى استقبال وزير الموارد المائية والرى، محمد نصرالدين علام، حين زار الواحة قبل عدة أشهر. ويقول الشيخ عمر: «شيوخ القبائل وقيادات الواحة شرحوا للوزير مشاكل الواحة مع مياه الصرف الزراعى والاستخدام الجائر للمياه الجوفية وفوضى الآبار بالمنطقة، وأنه ينبغى سحب المياه الموجودة فى بحيرات الصرف الزراعى على مراحل.. وزراعة هذه المناطق بعد ذلك مع الحفاظ على جزء من هذه البحيرات لخدمة الأغراض السياحية والفنادق. والشيخ «عمر» لديه حنين إلى جذوره السيوية وللغته الأمازيغية رغم أن قبيلته «أولاد موسى» من جذور عربية وأمازيغية معاً، يقول: جاءتنا قبائل من الجزائر والمغرب وقدموا لنا كتباً عن الأمازيغ «البربر» ولغتهم لكننا لم نعجب بهم وبأفكارهم.. ولمسنا من بعضهم تطرفا ضد العرب وأنهم يستنكرون نزول الإسلام على نبى من العرب، لكن الشيخ عمر يحلم بإنشاء جمعية لإحياء التراث السيوى. يقول: «أعددت دراسة لها وسميتها (شالى) نسبة إلى قلعتنا العريقة وسط الواحة، لكن أمن الدولة اعترض على ذلك.. لكننى سأواصل جهودى.. فأنا لم أقصد إلا تقديم تراثنا بشكل جيد باعتباره جزءاً من التراث المصرى.. نحن لا نريد إحياء تراث خاص ولا نطالب بأن يتعلم أولادنا حروف اللغة الأمازيغية فنحن نعيش مع العرب ولغتهم بشكل رائع على مدار السنين.
