• مصر دولة مصدرة و لن يستطيع أي فرد أن ينكر هذه الحقيقة سواء كأن من الحكومة أو من المعارضة أو حتى المواطن البسيط الذي لا تعينه السياسة في شئ ، و أن كأن السؤال الذي يفرض نفسه هنا ، مصر مصدرة لماذا ؟ ما طبيعة هذه السلعة التي تجعل كل دول العالم تتهافت عليها ... و حتى لا أطيل عليكم فمصر دولة مصدرة للشباب ، و إذا تجاهلنا الأقاويل الكاذبة التي تقول " أن الشباب أصبح واهن و ضعيف " أو " الشباب شباب القلب " أو " الشباب فقد الأنتماء و حب العطاء " أو غيرها من الأقاويل المحبطة الهدامة ، فالجميع يعلم أن الشباب المصري هم خيرة شباب الأرض ، كل ما ينقصهم هي فرصة يستطيعوا بها إثبات أنهم عملة نادرة لا و لم و لن تتكرر ، و لكن بحثا عن هذه الفرصة فأن كثير من الشباب يترك كل شئ وراءه ليهاجر لأي دولة أوروبية أو عربية لأنه أصبح على يقين أنه بلده لن تخلق الفرص إلا للمعارف أو بدفع مبالغ نقدية أو بأي طريقة أخرى غير شرعية ، أنما الغلبأن الذي لا يقدر على ثمن الرغيف الحاف فلن يجدها و لن يسمع حتى عنها ، و في هذه الحالة لا تهم كيفية خروج هذا الشاب البائس من مصر ، إما عن طريق عقد عمل في أي دولة عربية مهما كأن المرتب محبط ، أو أن يهرب على مركب صيد لأي دولة أوروبية ، أو أن يدخل البلد بفيزا سياحة ثم يهرب و يختفي داخلها لمدة 10 سنوات ليحاول بعدها أخذ الجنسية والإقامة ، أو أن يقوم بغسل الصحون مع أنه حاصل على شهادة عليا، أو أن يكون متفوق علميا في مجال ما لتخطفه دولة أخرى وتغريه وتكرمه ليصبح أحد مواطنيه وينسى بلده الأصلي، كل ما سبق حدث ويحدث وسيحدث كل يوم لأن بلدهم إستغنت عن خدماتهم وصدرتهم لدول العالم بأسعار زهيدة كسعر التراب، وبعد التصدير فهي لا تعلم عنهم شئ لذلك كأن من الطبيعي أن تجد مهندس مصري مقتول ومقطع في بلد إفريقية، أو أن تجد شاب مقتول ومذبوح في بلد أوروبية، أو أن تجد شاب معلق على العمدان في بلد عربية، أو.. أو.. أو.. وعمار يا مصر . • مصر دولة مؤثرة في منطقة الشرق الأوسط ، ليس فقط لموقعها الجغرافي الفريد ولكن لتاريخها المشرف والعريق فنحن الذين طردنا الهكسوس وهزمنا التتار وحاربنا الصلبيين وعبرنا القناة، نحن الذين ساندنا الجزائر وساعدنا اليمن وناصرنا الكويت، وإذا كانت بعض الأحداث الأخيرة سواء كانت عربية أو أفريقية قد توحي بغير هذا لكن والحمد لله ظهر الحق وزهق الباطل أن الباطل كان زهوقاً، الآن من حق كل مواطن مصري أن يرفع رأسه فخوراً بقوة بلده وتأثيرها المخيف على بعض الدول في المنطقة، مصر حتى في قراراتها الداخلية تكون مؤثرة على الدول المحيطة، تماماً كما يفعل النجم السينمائي المشهور عندما يتخذ قراراً يخص حياته الخاصة - شؤونه الداخلية - فهذا القرار يؤثر بالسلب أو بالإيجاب على من حوله من المعجبين به أو حتى الحاقدين عليه ، و لعل أبرز مثال على هذا التأثير ما أعلنه وزير الداخلية المصري بأنه سيمنع الحشيش من دخول الأراضي المصرية ، و بالفعل نجح رجال الداخلية من ضبط كميات مهولة من مخدر الحشيش كانت ستدخل البلاد المصرية، كما نجح رجال الداخلية - و لهم جزيل الشكر- من ضبط 39 فداناً للزراعات المخدرة، هذا النجاح الذي أدى إلي وجود أزمة حشيش في مصر لأول مرة في التاريخ، و لكن الطريف في الأمر أن هذه الأزمة إمتدت لإسرائيل والتي كان الحشيش يدخل لأراضيها عن طريق الحدود المصرية ، فعلى حسب كلام صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية بخصوص الأزمة والمظاهرة التى نظمها مئات من الحشاشين الإسرائيليين فى ساحة "إسحاق رابين " بوسط مدينة تل أبيب للمطالبة بحرية شرب الحشيش ( أن هناك صعوبة فعليه يعأنى على إثرها أوساط المدخنين لنبات "الماريجوأنا" و"الحشيش" و"القنب" فى إسرائيل، وذلك بسبب النشاط المكثف الذى يقوم به جيرأننا "المصريون" بالقضاء عليه - طبقا لوصفها - حيث أن الجهود المكثفة التى قامت بها السلطات المصرية فى الفترة الأخيرة بمنع دخول المخدرات من أفريقيا والسودان لأراضى المصرية ، ومن ثم تهريبها لإسرائيل عبر الحدود ، كان له الأثر الكبير فى إختفائه بالأسواق الإسرائيلية ) ، حقيقة أنا سعيد للغاية، فقرار مصري داخلي أثر على دولة مجاورة وأدى لخروج المظاهرات بها ... و عمار يا مصر بقلم م / مصطفى الطبجي