على مساحة 35 فداناً، فى مطلع جبل برقاش فى 6 أكتوبر، تمتد مساحات هائلة من القمامة، تنبعث منها أدخنة سوداء ممتزجة برائحة جثث العشرات من الجمال النافقة التى رصدتها عدسة «المصرى اليوم»، ونقلت عن مرتادى المنطقة خوفهم من حصار الأوبئة والأمراض والكلاب الضالة التى تحتشد فى قرية «برقاش» وعدد من القرى المجاورة لها. عشرات من سيارات النقل المحملة بالقمامة وأخرى بالجمال النافقة لإلقائها فوق الهضبة تجول المنطقة كل يوم حتى صارت أشبه بالجبل وسط صمت أهالى القرية الذين اعتادوا هذا المشهد بشكل يومى. ويتبادل تجار سوق الجمال وأهالى قرية «برقاش» الاتهامات حول التسبب فى انتشار القمامة والحيوانات النافقة. أهالى القرية أكدوا إلقاء التجار العشرات من الجمال النافقة يوميا مما يؤدى إلى انتشار الرائحة الكريهة والكلاب الضالة بالمنطقة، فى حين نفى التجار إلقاء الجمال النافقة، مؤكدين قيام الأهالى بإلقاء المخلفات العضوية ومخلفات المبانى بالمنطقة. أحمد رجب، بائع بسوق الجمعة، أكد غياب الرقابة قائلا: «تأتى العشرات من السيارات المحملة بالجمال النافقة، لإلقائها فى المقلب فى عز الضهر أمام أعين الجميع، مما تسبب فى تضرر جميع بائعى سوق الجمعة المجاورة للمقلب بعد هرب الزبائن من السوق خوفا من الإصابة بالأمراض لتحلل الحيوانات النافقة وانتشار الديدان والحيوانات الضالة بالمنطقة». ورغم حرص أهالى القرية والقرى المحيطة بها على غلق أبواب منازلهم خشية دخول الحيوانات الضالة، فإن ذلك لم يساعد محمد فتحى، الذى لم يتجاوز الرابعة، على النجاة من عقر أحد الكلاب المسعورة، الذى انقض على ذراعه وسط صراخ أمه، وتقول أم محمد: «ابنى مش الضحية الأولى ومش الأخيرة فى هجوم الكلاب المسعورة». «المسؤولون ودن من طين والتانية من عجين».. هكذا عبر أحمد فرج عن حال المسؤولين بالمحافظة ومجلس المدينة قائلا: «أرسلنا أكثر من شكوى إلى مجلس المدينة والمحافظة ووزارة البيئة لإنقاذنا من الكارثة ولكن لم يهتم أحد بشكوانا». وأكد طارق عبدالشافى، رئيس مدينة منشأة القناطر بمحافظة 6 أكتوبر، أن مقلب «برقاش» خاص بنفايات مدن «منشأة القناطر» و«كرداسة» و«أوسيم»، مؤكدا إرساله خطابا إلى نائب المحافظ منذ شهر لإلغاء المقلب وتحويله إلى حديقة عامة.
