طالب حزب النور السلفي، رئاسة الجمهورية بالاستجابة للمبادرة التي سبق وأن طرحها ل«الخروج من الأزمة الحالية وحقن الدماء»، مؤكدا أن الاعتراضات على الرئيس محمد مرسي، ليست بسبب تبنيه المشروع الإسلامي، كما وأنها لم تعد قاصرة على أحزاب المعارضة، بل امتدت لأشخاص كانوا من مؤيديه، بحسب قوله، نافيا توصيف البعض للصراع السياسي الحالي بأنه «بين معسكري كفر وإيمان». وشدد، في بيان صادر عنه، الأربعاء، بخصوص الأحداث الراهنة، على أهمية أن يشعر كل من شارك في إنجاح الثورة بأنه يشارك أيضا في مرحلة البناء، دون إقصاء أو تهميش، وذلك «لقطع الطريق على المتآمرين والمتربصين»، معتبرا أن «الحشد والتعبئة والوعيد من جانبيين، يوحي بأجواء حرب، وأننا مقبلون على صدام سوف يخسر فيه الجميع ولن يكون هناك منتصر، لأن الخاسر الأكبر هي مصر والثورة». وأضاف «النور» في بيانه: «لسنا بصدد حرب أو معركة بين معسكرين، معسكر الإيمان ومعسكر الكفر، بين أصحاب المشروع الإسلامي والذين يعادون المشروع الإسلامي»، مشيرا إلى أن ذلك «توصيف خاطئ». كما أكد أن «كثير ممن يعارضون سياسات الرئيس محمد مرسي، لا يعارضونه من أجل تبنيه للمشروع الإسلامي، بل كانوا من المؤيدين له ولمشروعه من المحبين للإسلام والشريعة الإسلامية، وليسوا جبهة إنقاذ أو تيار شعبي أو تمرد»، مطالبا ب«مواجه الحقيقة والبحث عن الأسباب التي أدت إلى هذا التغيير وهذا الاحتقان غير العادي في الشارع، حتى عند كثير من أبناء التيار الإسلامي نفسه». وتابع: «لا ندفن رؤوسنا في الرمال ونختزل القضية في أنها مؤامرة، ولا ننفي أن هناك متآمرين ومأجورين وخونه يريدون استغلال هذا الاحتقان لإفشال الثورة وإحداث حالة من الفوضى في البلاد فلا نعطيهم الفرصة، ويجب أن نسد عليهم الطريق بالسعي الجاد والسريع لعلاج الأسباب وإجراء مصالحة وطنية حقيقية وحوار حقيقي»، معلّقا بالقول «وهذا ما دعونا إليه مبكرا ب( مبادرة حزب النور)، والتي لو تم الاستجابة إليها ما كنا وصلنا لما وصلنا إليه الآن». واستدرك البيان، بالقول إن «الفرصة لازالت سانحة، خاصة بعد دعوة الرئيس في المؤتمر الأخير للمصالحة الوطنية وإجراء حوار وطني جاد»، مطالبا بان يسبق هذا الحوار، اجتماع بين ممثلي كل القوى السياسية والمجتمعية الفعالة للاتفاق على أمور ، منها «وضع ضوابط للحوار يتضمن نجاحه، وأن تكون مبادرة حزب النور هي أساس الحوار لأنها لاقت قبولا كبيرا بين القوى السياسية، وأن يضاف إلى جدول الأعمال تحديد موعد الانتخابات البرلمانية القادمة، ووضع الآليات لتحقيق ذلك، ومناقشة قانون الانتخابات». كما اشترط «النور» أن يتضمن اللقاء: «إعلان الرئيس عن استعداده لقبول ما يسفر عنه الحوار بينه وبين القوى السياسية، كما أعلن في أول جلسة حوار وطني والتزم بذلك، مما أدي إلي نزع فتيل الأزمة وهدوء الشارع المصري»، مختتما بمناشدة الجميع «الاستجابة السريعة وإعلاء مصلحة الوطن، وإبداء المرونة حقنا لدماء المصريين وحفاظا على مصر».