أرسل قراء «المصرى اليوم» مئات التعليقات المؤيدة لمبادرة «حلم العلم» كمشروع قومى لمصر، وأبدوا استعدادهم للمشاركة فى تحقيق هذا الحلم، سواء بالأفكار أو بتقديم التبرعات المالية التى تضمن نجاحه. وأكد كثير من القراء انتظارهم تلك المبادرة منذ وقت طويل لإصلاح التعليم فى مصر. لم يكتف طارق أبوالعز فى تعليقه بالثناء على الفكرة فحسب، بل إنه طالب الجريدة بتخصيص مساحة يومية لا تقل عن ربع صفحة لعرض الأفكار التى تصلح لهذا المشروع، بالإضافة إلى أنه وضع تصوراً للمشروع يبدأ بتكوين لجنة إعلامية، على رأسها الشاعر جمال بخيت صاحب الفكرة، والأستاذ مجدى الجلاد، رئيس تحرير «المصرى اليوم»، وينضم إليهما المتطوعون من الإعلاميين بدون أجر. تهدف تلك المجموعة إلى تجميع الأفكار والتفاعلات الشعبية وتلخيص ثمرة الأفكار فى مكان ثابت بالجريدة، ثم يأتى الدور على بعض الشخصيات القانونية والتربوية والعلمية ذات الخبرة فى تأسيس الهيئات العلمية، وعلى رأسهم الدكتور يحيى الجمل الفقيه الدستورى لوضع تصور لمشروع الهيئة وطرح الأفكار النهائية لمناقشة واسعة يشارك فيها أفراد الشعب، ثم يأتى دور قبول التبرعات بعد التوصل للتكلفة الحقيقية للهيئة من رجال الاقتصاد، ولا ننسى مشاركة الشخصيات العامة فى الحملة الإعلامية للمشروع حتى تصل لأكبر عدد من المواطنين لتشجيعهم على التبرع. «حلم جدير بالمحاولة، والمشاركة لازمة على كل قادر».. تحت هذا العنوان أشار اللواء سامى جمال الدين، مدير الكلية الفنية العسكرية سابقا، إلى أنه مستعد للمساعدة ماليا وإداريا فى هذا المشروع، لكنه طالب بتأجيل فكرة القرار الجمهورى لحين ترتيب الأمور للشعب أولا.فيما وصف المهندس عثمان محمد نفسه بالمتبرع الثانى لأنه يرغب فى أن يكون من أوائل المشاركين فى المشروع بعد الكاتب الكبير جمال بخيت، أما وليد سامى فيرى أن جميع المشروعات ذات الفائدة العامة يمكن تمويلها من زكاة المال وأضحية العيد، لأن الناس «مش محتاجة لحمة بل تحتاج لعلم ونهضة وهو الأهم»، وأضاف: «إن المشروع لا يقل أهمية عن مستشفى سرطان الأطفال الذى تم إنشاؤه كاملا من الجهود الذاتية والتبرعات». بعد رسالة شكر أرسلها القارئ شريف صالح لفكرة المشروع حاول تلخيص كل سعادته تجاه الفكرة فى جملة واحدة، هى «جمال.. حقاً هذه كانت أجمل أبياتك.. إلى الأمام.. كلنا معك». أما محمود أحمد فيرى أن النجاح الذى حققته حملة «من أجل قاهرة نظيفة»، التى تبنتها الجريدة منذ أكثر من شهر، مؤشر كاف لإنجاح تلك الحملة أيضا إذا سارت على نفس المنوال بتكثيف النشر فى الصفحات الأولى وعرض الاستجابات السريعة التى تحدث بعد النشر، كذلك طالب مروان محمد بسرعة فتح حساب فى أحد البنوك لقبول التبرعات من خارج مصر حيث إنه يقيم فى دبى ويرغب فى التبرع فورا، لأن من وجهة نظره الإقبال الجماهيرى يشجع العلماء على تنفيذ المشروع لأنه بمثابة رسالة تقول «إحنا معاكم». محمد المليجى، أحد الكيميائيين المصريين الذى يعمل بالولايات المتحدةالأمريكية، أشار إلى أهمية قيام المشروع وذلك بعد معاناته فى تجربته الشخصية التى أجبرته على العمل خارج مصر لعدم وجود مؤهلات تساعده على قيام أبحاثه ونجاحاته فى بلده، وقال: «هذا المشروع بمثابة حلم عمرى لأننى لا أتمنى لأبنائى تكرار تجربتى واللجوء للسفر خارج مصر لإثبات نجاحى العلمى، وأشير إلى ضرورة عدم الاعتماد على الحكومة فى أى شىء، لأنها مهما ساهمت فهى ضعيفة أمام مشروع بهذا الحجم، لذا دعونا لا ننتظر مساعدة أحد وأنا أول المساهمين ماديا وعلميا فى هذا المشروع». على الجانب الآخر يرى هانى عنان أن تلك الفكرة بجمالها وأفكارها الخيالية قد تكون صعبة التنفيذ فى بلدنا، فهى مجرد أحلام من خيالات الشعراء، لكننى تذكرت أحلام صديقى الدكتور شريف أبوالنجا، الأب الحقيقى لمشروع سرطان الأطفال، الذى تصورت أنه صعب المنال ولكن وبعد سنوات عديدة أصبح حقيقة، ومنذ ذلك الوقت أيقنت أن أحلام الشعراء تتحقق، ولكن بالصبر والإرادة القوية، ولكن حتى لا نيأس من الحلم نضع له مدة زمنية لا تقل عن 10 سنوات. لم تقتصر ردود الأفعال على تعليقات القراء فقط، بل هناك العديد من المواطنين أرسلوا مقترحاتهم، ومنها اقتراح اللواء مجدى دياب، رئيس مجلس إدارة «الجمعية العربية لخدمة المناطق المضارة من الألغام» بأن تكون مشاركته من خلال أعضاء الجمعية المتمثلين فى شخصيات مرموقة فى المجتمع، والمستعدين للمشاركة فى المشروع، خاصة وأن من بين أهدافهم إنشاء أكاديمية مدعمة بأحدث وسائل التكنولوجيا وأمهر الكوادر فى المجالات العلمية، وقال دياب، «مستعد أن أحلم معكم وأساهم فى تحقيق الحلم بداية بدفع القيمة المالية المقرر دفعها سنويا، بالإضافة إلى دعم المشروع من خلال اللبنة الأساسية له، وهى مساحة الأرض التى تقام عليها الهيئة العلمية، وذلك لوجود مساحات كبيرة من الأراضى قرابة المليون فدان بها ألغام، ونعمل الآن على نزعها تماما، وإذا تم ذلك نكون قد حصلنا على أهم جزء، وهو الأرض». لم تتوقف الرسائل والتعليقات على الكبار فقط، بل إن الشباب لم ينسوا دورهم فى المشاركة فى هذا العمل، ومنهم إنجى -22 عاماً- من دمياط، والتى قالت إن لديها وقت فراغ كبيراً جدا تريد أن تساهم به فى هذا المشروع، بالإضافة إلى مشاركتها من خلال دفع القيمة السنوية أما نورا مصطفى –مهندسة – فأشارت إلى أنها تقوم الآن بعمل الدراسات العليا بجامعة القاهرة، بالإضافة إلى عملها كمهندسة فى إحدى شركات البترول وهناك العديد من الأساتذة والمسؤولين على استعداد للمشاركة بطاقاتهم وأموالهم فى سبيل تحقيق هذا المشروع، لذا ستكون مهمتها التنسيق بين الحملة ومن يريدون المشاركة فيها، ولذلك ترغب فى الحصول على معلومات لطرق التبرع المادى أو طرح ومناقشة الأفكار اللازمة للمشروع. كذلك أشار طارق محمد إلى تخوفه من فشل المشروع ما لم يتم انتخاب اللجنة الشعبية من قبل أفراد الشعب، فبالنسبة لمجلس الأمناء فلا غبار عليه لأنه لا يمكن أن يختلف اثنان على «زويل وغنيم والبرادعى»، ولكن اللجنة الشعبية لن تقتصر فقط على رؤساء جامعات قد يكون لهم منافع شخصية من المشروع لذا فحتى نتمتع بمصداقية عالية لابد من إجراء انتخابات شعبية تخلو من المحسوبية والواسطة والعلاقات الشخصية والمعارف.