ظاهرة ليست بجديدة أصبحت تهدد مصر خلال السنوات الأخيرة، ففى زيارة قريبة لبيت العائلة بمدينة منوف، مروراً بعاصمة المحافظة شبين الكوم، شاهدت ملامح الظاهرة المقلقة على الطبيعة، فرأيت «الفلاحين» يزرعون الأسمنت بعد عودتهم من دول الخليج، بالتعدى والبناء على الأرض الزراعية التى لن يعوضها شىء، وذلك إهدار للموارد الزراعية والثروة القومية ترتب عليه انخفاض فى حصيلة الإنتاج الزراعى، وزيادة عجز الغذاء فى ظل الزيادة السكانية الرهيبة، هذا على الرغم من أننا دولة نيلية وحضارتنا زراعية!! ولحسن حظ محافظة المنوفية جاء الحل متأخراً بعد خراب مالطة، فقد أصدرت القيادة السياسية قرارها الحكيم بضم مدينة السادات إلى حدود المحافظة لتكون ظهيراً صحراوياً لاستيعاب مشاريع الاستثمار وإنشاء الأحياء السكنية الجديدة تحريكاً للكثافة السكانية باتجاه منطقة السادات، حفاظاً على أجود أراضى محافظات مصر. تحذيرات الخبراء والعلماء من خطورة الوضع شملت تحذيراً من العالم المصرى الدكتور فاروق الباز المهموم بقضايا بلده وصاحب «ممر التعمير»، فقد نبه إلى أن الأراضى الزراعية فى مصر خاصة، وأن الزحف العمرانى يسير بمعدلات متسارعة أوضحتها صور الأقمار الصناعية، وكشفت عن مؤشرات خطيرة، فمع حلول عام 2010 سيكون الزحف العمرانى قد التهم نحو مليون فدان من أجود الأراضى الزراعية فى ظل غياب خطة للتنمية العمرانية، خاصة بالمحافظات الزراعية بالدلتا والصعيد، وفى مقدمتها المحافظات التى تفتقر للظهير الصحراوى. لا يختلف اثنان على ضرورة التوسع السكانى، إلا أنه يجب ألا يكون على حساب الأرض الزراعية، فهناك الكثير من الحلول التى تقع على عاتق وزارة الزراعة وهيئة التخطيط العمرانى، وذلك بتحديث الكردونات والأحوزة العمرانية بالقرى والمدن، ومن ثم يمكن التصدى لهذه التعديات وتطبيق القانون لردع المخالفين، وأيضاً الاهتمام باستصلاح المزيد من الأراضى الزراعية، وخلق مناطق عمرانية ريفية وتنموية جديدة، مع مساعدة الشباب فى تقسيط ثمن تلك الأراضى، مع توصيل الخدمات لها.. وأخيراً إيجاد مجتمعات جديدة قائمة على استغلال الظهير الصحراوى بالمحافظات لمد التنمية خارج الوادى القديم. محاسب/ فوزى بغدادى - سموحة - الإسكندرية