ركز الرئيس الأمريكى، باراك أوباما، فى مشروع ميزانيته لعام 2010، الذى قدمه للكونجرس على قطاعات الصحة والتعليم والطاقة، مؤكداً أن الأمر الوحيد الذى لن يضحى به هو الاستثمار فى تلك المجالات التى «أهملت لفترة طويلة جداً». وقال أوباما إن «إعادة الانضباط إلى الموازنة هو السبيل الوحيد لتحقيق نمو ثابت وازدهار مشترك»، معتبراً أن الموازنة التى قدمها للكونجرس تجسد نموذجاً لتنفيذ وعده بجعل الحكومة أكثر انفتاحاً وشفافية، خاصة أنها تضمنت نفقات الحرب بعكس ما كانت تفعله الإدارة السابقة. خصصت الإدارة مبلغ 634 مليار دولار، ليشمل التأمين الصحى 46 مليون مواطن محرومين منها، ومن المقرر أن يغطى هذا الرقم تنفيذ الخطة خلال 10 سنوات. وتشمل الميزانية تقديم حوافز اقتصادية لتشجيع الحد من الانبعاثات الضارة بالمناخ وخفض الضرائب على الطبقة المتوسطة. ويستهدف مشروع الموازنة، الأول فى عهد أوباما، خفض عجز الموازنة إلى النصف بحلول نهاية عهده فى 2013، وقال أوباما «سنوفر مليارات الدولارات عبر إلغاء التخفيضات الضريبية الممنوحة للأمريكيين الأكثر ثراء». أكد أوباما Bنه ورث دينا يزيد على 1000 مليار دولار، ازداد بسبب الإجراءات الطارئة التى اتخذها خلال الشهر الأول من عهده لإنعاش الاقتصاد، وفيما بدا مؤشراً على فداحة الأزمة المالية احتفظ الرئيس الجديد بحقه فى طلب 250 مليار دولار إضافية لدعم النظام المالى. على صعيد آخر، ارتفع معدل البطالة فى دول منطقة اليورو الست عشرة إلى 8.2% خلال يناير وهو أعلى مستوى منذ سبتمبر 2006، وكانت النسبة 8.1% فى ديسمبر الماضى. وأفاد المكتب الأوروبى للإحصاء (يوروستات) Bن المنطقة التى تشهد حالة انكماش سجلت فقدان أكثر من 250 ألف وظيفة جديدة خلال شهر واحد، وجاء أعلى معدل بطالة فى إسبانيا حيث بلغ 14.8%. واستمرت تداعيات الأزمة الاقتصادية فى القطاع المالى فى دول مختلفة على رأسها الولاياتالمتحدة. وفى باريس، أعلن بنك «كاسيه دو ايبارنيه» الفرنسى أن خسائره خلال العام الماضى بلغت 2.57 مليار يورو بسبب الخسائر الكبيرة لشركة «نايتكس» المصرفية الاستثمارية المملوكة جزئياً للبنك بعدما تكبدت خسائر قدرها 2.8 مليار يورو. وفى لندن، أعلنت مجموعة «لويدز» المصرفية البريطانية أن خسائرها خلال 2008 بلغت 9.9 مليار جنيه استرلينى (14مليار دولار). مشيرة إلى أن الخسائر جاءت بعد استحواذها على بنك «هاليفاكس بانك أوف سكوتلاند» الذى منى بتلك الخسائر. وتسبب الإعلان عن تلك الخسائر فى انخفاض سهم «لويدز» 12%. واستمر التدهور فى قطاع السيارات، حيث سجلت مبيعات السيارات فى الولاياتالمتحدة تراجعا بلغ 38% خلال العام الماضى. وفى أسواق المال أغلقت البورصات الأمريكية، أمس الأول، على هبوط خوفاً من أن تؤدى خطة الموازنة الجديدة إلى تراجع أرباح شركات الرعاية الصحية، وانخفض مؤشر «داوجونز» 1.22% ومؤشر «ستاندارد آند بورز» 1.58% وتراجع ناسداك بنسبة 2.38%. وتأثراً بالأسواق الأمريكية انخفضت الأسهم الأوروبية فى أوائل المعاملات صباح أمس مع هبوط أسهم شركات الأدوية بفعل المخاوف من أن تحد الميزانية الأمريكية المقترحة من أرباحها. وانخفض مؤشر «فاينانشيال تايمز» بنسبة 2%. وتراجع سعر برميل النفط الخام أكثر من دولار للبرميل ليصل سعر الخام الأمريكى الخفيف لعقود التسليم فى إبريل إلى 44.15 دولار للبرميل. وتراجع مزيج برنت إلى 45.69 دولار.