فى صباح يوم الثامن عشر من فبراير الجارى جاء القرار بالإفراج الصحى عن أيمن نور.. وما بين هدوء إجراءات الإفراج وبين صخب اللقاء وحرارة العناق من محبيه ومعارضيه علت معه نبرات الدهشة والمفاجأة خلال صمت الفرقاء.. وقد تحفظت عليه المذيعة اللامعة ولم تفرج عنه إلا بعد العاشرة مساء مع تكرار اعتذارها الرقيق لاختطافه من بين أسرته ورفاقه.. والحق يقال اتسم حواره بالهدوء ورباطة الجأش.. فجاءت ردوده من خلال دهاليز الحوار الذكى المتنوع.. سلسلة واضحة.. فلا ضغينة لأحد ونفى بثبات أن يكون سبب الإفراج عنه لأى ضغط سياسى خارجى.. ولكنه اتخذ قراره ليكون همه القادم السعى إلى استقلال القضاء وهو قرار اتسم باللباقة والفراسة لأنه من أشد مطالب الشعب بمختلف فئاته إلحاحًا.. هكذا ضرب نور عصفورين بحجر واحد أولهما العزف على وتر العدالة والسعى للاستقلال التام لرجالها وثانيهما استعادة بريقه والعودة المباشرة لصفوف العمل الوطنى.. ورقتان رابحتان.. فلا رجوع لآلام الكبوة بالإضافة إلى سرعة امتطاء صهوة الجواد للقفز على موانع حيادية الدستور والقانون والالتزام بمساواة الجميع أمام تطبيقه وصرح اليوم التالى أنه لن يسعى إلى رئاسة حزب الغد.. وأعتقد من جانبى أنه من خلال مضمون هذا التصريح أنه سيتفرغ تمامًا للسعى بجدية إلى استقلالية القضاء.. هذه بداية جميلة ومنتهى العقلانية.. ولا ننسى أن وراء كل رجل عظيم امرأة وزوجة صالحة. حمدًا لله على سلامتك.. وعودتك إلى صفوف العمل الوطنى ففيه شفاؤك من أى مرض وزوالا لأى ألم.. فاسع إلى غايتك النبيلة تسعى إليك القلوب وتلك هى عودة الروح. أنور عصمت السادات وكيل مؤسسى حزب الإصلاح والتنمية [email protected]