كشفت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية، أمس، أن مصر علقت مباحثات اقتصادية كانت تجرى، بين وفد مصرى ومسؤولين إسرائيليين بشأن اتفاقية الكويز، احتجاجاً على قرار الحكومة الأمنية المصغرة التى اشترطت الإفراج عن الجندى جلعاد شاليط لقبول اتفاق التهدئة، وفتح المعابر إلى قطاع غزة. وأرجعت الخارجية المصرية استدعاء الوفد التجارى من تل أبيب إلى «أسباب فنية»، حسب تصريح للسفير حسام زكى، المتحدث باسم الوزارة، كما نفى مصدر مسؤول بوزارة التجارة أن يكون الأمر انسحاباً، مؤكداً أن عودة الجانب المصرى كانت بهدف إجراء مشاورات فنية مع مسؤولى الوزارة والمصانع المسجلة فى اتفاقية الكويز. على النقيض من ذلك، قالت مصادر فى وزارة الخارجية إن تعليق المحادثات التجارية مع إسرائيل يرجع إلى «أسباب سياسية بالدرجة الأولى»، وشددت على أن هذا الإجراء يأتى رداً على التعنت الإسرائيلى تجاه الوساطة المصرية، وإفشال مساعى التهدئة بين حماس وإسرائيل، لكنها أكدت أن الوفد سيعود إلى تل أبيب الأسبوع المقبل لاستئناف المفاوضات. من جانبه، قال المصدر المسؤول بوزارة التجارة إن المهمة الأساسية للوفد المصرى، كانت مراجعة مستندات التعاملات بين الشركات المصرية ونظيراتها الإسرائيلية وحركة الصادرات والواردات وأداء الشركات المسجلة فى البروتوكول. وقال المصدر - عقب عودة اللجنة - إنه تم استئناف المفاوضات أمس الأول الساعة 9 مساءً، من خلال اتصالات بين الجانبين لمناقشة بعض الإجراءات المرتبطة بالبروتوكول. من ناحية أخرى، قال مصدر حكومى مسؤولى إن الأزمة التى حدثت بين اللجان الفنية المصرية والإسرائيلية كان وراءها مسؤول مصرى كبير، لافتاً إلى أن تدخل هذا المسؤول تسبب فى حدوث سوء تفاهم، الأمر الذى ألزم الجانب المصرى فى المفاوضات العودة لإجراء مفاوضات سريعة فى مصر بشأن الجوانب الفنية فى الاتفاق. كان وفد وزارة التجارة والصناعة المصرية، المكون من ثلاثة أفراد وصل إلى إسرائيل الخميس الماضى، لحضور اجتماع مع المسؤولين الإسرائيليين بمدينة القدسالمحتلة، إلا أنه حسب «هاآرتس» فوجئ باتصال تليفونى من السفير المصرى بتل أبيب ياسر رضا يخبرهم بضرورة قطع المباحثات فوراً، والعودة إلى القاهرة على أول طائرة تقلع من مطار بن جوريون. وكشفت الصحيفة الإسرائيلية أن أعضاء الوفد الدبلوماسى المصرى المسؤول عن تطوير التعاون مع إسرائيل فى إطار اتفاقية الكويز، كانوا يخططون للمشاركة فى عدد من الاجتماعات على مدار اليوم، وتوجهوا بالفعل لحضور الاجتماع الأول مع «جابى بار»، مسؤول وزارة التجارة والصناعة الإسرائيلية، لكنهم فوجئوا بالمكالمة التليفونية، فاعتذروا للمسؤولين الإسرائيليين عن قطع المباحثات، وقالوا، بحسب «هآارتس»: «إنهم مضطرون للمغادرة بناءً على تعليمات عليا، لا يمكنهم مخالفتها، وبالفعل عاد أعضاء الوفد المصرى إلى القاهرة مساء فى اليوم نفسه. ومن جانبها أصدرت وزارة الخارجية الإسرائيلية، بياناً صحفياً جاء فيه: «تعرب وزارة الخارجية عن أسفها لصدور قرار مصرى بإيقاف المباحثات الاقتصادية التى تعقد كل 3 شهور بمقر وزارة الصناعة والتجارة الإسرائيلية فى القدس، لكن فى أعقاب صدور البيان، نشرت «يديعوت أحرونوت» أن السفير المصرى فى إسرائيل ياسر رضا اتصل بمسؤولين كبار فى الخارجية الإسرائيلية، وأخبرهم أن الوفد أوقف المباحثات لأسباب فنية، وعاد لإجراء مشاورات اقتصادية فى القاهرة، وأكد أن عودة الوفد إلى بلاده ليست خطوة احتجاج سياسى، وأن الوفد سيعود إلى القدس، الأسبوع المقبل، لعقد جولة مباحثات جديدة. وأعربت الخارجية الإسرائيلية عن رضاها عن التفسير المصرى، وأملها فى إقامة حوار مثمر فى المستقبل.