الوزيرة «راما ياد» السمراء الوحيدة فى الحكومة الفرنسية شغلت حيزاً كبيراً من الرأى العام الفرنسى، خلال الأيام الماضية، حيث تصدرت ترتيب أكثر الشخصيات السياسية شعبية فى فرنسا، وفقا لاستطلاع ايبسون ومجلة لو بوان المنشور الاثنين الماضى، و حصلت «راما ياد» على تقييم إيجابى من 60% من الفرنسيين مقابل 32% من الآراء السلبية متقدمة بذلك على وزير الخارجية برنار كوشنير، الذى يشرف على عملها حيث حصد 59% فقط من الأصوات المؤيدة له خلال الاستطلاع. جاءت نتيجة الاستطلاع لتؤكد ارتفاع شعبية السمراء الجميلة، التى لم تبتعد عن دائرة الاهتمام الإعلامى فى فرنسا منذ توليها منصبها كوزيرة الدولة لحقوق الإنسان عام 2007، ليس فقط بسبب بشرتها السمراء وإنما لما تثيره مواقفها السياسية وتصريحاتها الإعلامية من ردود أفعال متباينة بالأوساط الفرنسية، كان آخرها رفضها الترشح إلى الانتخابات الأوروبية، منذ بضعة أسابيع، وهو الموقف الذى أثار غضب الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى و استغله عدد من المقربين من الرئيس لمهاجمتها فى محاولة منهم لقلقلة العلاقات بينها و بين ساركوزى الداعم لها بشدة، حتى أن جريدة «لوموند» قالت إن مسؤولين بالحكومة برروا شعبية راما ياد بأنها صعدت على أكتاف ساركوزى و تحديدا من خلال معارضته علنا. ولدت راما ياد عام 1976 بمدينة داكار بالسنغال لأسرة سياسية حيث عمل والدها مساعدا للرئيس السنغالى السابق ليوبولد سنجور وشغلت والدتها منصب معلمة، ثم انتقلت إلى فرنسا مع أسرتها عام 1984، ودرست فى معهد الدراسات السياسية بباريس، وبعد التحاقها بحركة «الاتحاد من أجل حركة شعبية» تحت قيادة ساركوزى هو بداية ظهورها بالحياة السياسية فى فرنسا لاسيما عقب فوز ساركوزى بالانتخابات الرئاسية و تعيينها ضمن أفراد حكومته. واحتسبت راما ياد - 32 عاما- ضمن الشخصيات الأكثر شغبا فى الحكومة الفرنسية حيث بدأت أولى خطواتها السياسية باحتكاك مباشر بمسؤولين يساريين اتهمتهم بالعنصرية تجاهها بسبب لون بشرتها، وذلك لكسب أصوات فى الانتخابات البلدية التى شاركت فيها فى كولومب- بضواحى باريس- على لائحة «الاتحاد من أجل حركة شعبية» وهو ما أثار ردود فعل غاضبة من قبل اليساريين ضدها. و لم تكتف رحمة الله ياد- الاسم الكامل للوزيرة السنغالية الأصل والتى ترمز إلى انفتاح النخبة على الأقليات - بالتوترات التى خلقتها لنفسها مع عدد من التيارات السياسية داخل فرنسا إلا أنها كادت أن تتسبب فى إرباك العلاقة بين فرنسا وليبيا عندما عبرت بوضوح عن انزعاجها الشديد لتزامن زيارة الرئيس الليبى معمر القذافى لباريس فى اليوم العالمى لحقوق الإنسان فى 2007 و قالت فى مقابلة صحفية لجريدة «لوباريزيان» - وقتها- «إنه على العقيد معمر القذافى أن يفهم أن بلادنا ليست ممسحة يأتى و يمسح قدميه عليها من دماء انتهاكاته»، ورغم سخونة الأجواء وقتها وتأكيد أمين عام الرئاسة الفرنسية كلود جيان أن تصريحات الوزيرة تمثل وجهة نظرها الخاصة ولا تعبر عن فرنسا واستطراده فى الحديث عن رغبة فرنسا فى عودة العلاقات الليبية الفرنسية، إلا أنه على الساحة الشعبية فى فرنسا لاقت الوزيرة تأييدا واسعا بلغ 81%، وفقا لاستطلاع أجرته جريدة «لوفيجارو» عقب تصريحاتها مباشرة.