قالت وكالة أسوشيتد برس «إن المحققين الألمان أكدوا أنهم يريدون البحث عن دليل قاطع بشأن موت مجرم الحرب النازى إيربيرت هايم فى مصر، بعد سنوات من مراوغة محاولات اعتقاله، فى حين أن وحدة التحقيق فى جرائم الحرب النازية تنتظر إذن القاهرة للبحث عن دليل حول موته». وأضافت الوكالة - فى تقرير لها أمس - أن المعلومات الجديدة تشير إلى أن «طبيب الموت» النمساوى الأصل، عاش فى القاهرة باسم عربى، وأنه تعلم اللغة العربية واعتنق الإسلام قبل موته متأثراً بسرطان الأمعاء فى 1992. وأشارت إلى أن «هايم» متهم بتنفيذ تجارب وحشية وقتل المئات من اليهود فى معتقل ماوتهاوسين بالقرب من مدينة لينز النمساوية. ونقلت الوكالة عن المتحدث باسم وحدة شرطة بادين فوبيمبيرج، والتى تقوم بإجراء التحقيقات بشأن جرائم العهد النازى، قوله إنه «تلقى بلاغاً الأسبوع الماضى من أحد الأشخاص المقربين لإيربيرت يؤكد فيه أن الهارب الموضوع على رأس قائمة المطلوبين توفى فى مصر». ونبهت الوكالة إلى أنه لم يشكف عن هوية المبلغ عن هذه المعلومات، لكنه اكتفى بالقول «إنه مصدر مهم نتعامل معه بجدية». واستدركت بأن المتحدث باسم وحدة الشرطة أكد أن مكتبه يعمل الآن على الحصول على إذن من السلطات المصرية كى يتكمن المحققون الألمان من البحث عن دليل عن موته. وقال هوج - فى تصريحات لأسوشيتد برس - «نرغب فى محاولة العثور على جثمانه»، مضيفا أن مكتبه يقوم «بفحص نسخ من 100 وثيقة يعتقد أنها تخص هايم». وذكرت الوكالة أن متعقبى مجرم الحرب النازى إيربيرت هايم طلبوا من مصر يوم الجمعة الماضى أن تفصح عن المعلومات التى تعرفها عن النازى الهارب الملقب ب«طبيب الموت» بداية من وصوله إليها منذ عقود، وحتى وفاته عام 1992، مستدركة بأن مصر التزمت «صمتاً مطبقاً» بشأن هايم الذى لجأ إلى أراضيها. ونقلت الوكالة عن رئيس متعقبى النازيين بمركز سيمون فيزنهالت، إفرايم زوروف، أن الباحثين ركزوا على ما يعرف بتدفق النازيين إلى أمريكا اللاتينية، فى حين أن دور المنطقة (الشرق الأوسط) كملاذ لم يخضع للبحث. ونبهت إلى أنه يعتقد أن نظام الرئيس المصرى الراحل جمال عبد الناصر، رحب بعدد من النازيين فى فترة الخمسينيات، مشيرة إلى أن عبدالناصر كان محاصرا فى نزاع شديد مع إسرائيل والذى تفجر فى حروب نشبت عامى 1956 و1967. و لفتت الوكالة إلى أنه لا توجد حتى الآن دلالة حول ما إذا كان هايم، قد لعب أى دور مع الحكومة المصرية. ونقلت الوكالة عن مسؤول أمنى مصرى حالى، رفض ذكر اسمه نظرا لحساسية القضية، قوله إنه «إذا كان هايم فى مصر، فإنه سمح له بالدخول إليها فى عهد حكومة سابقة»، مضيفا «أن مصر سوف تنظر فى التقارير الخاصة به». كما نقلت عن مدير معهد ديفيد إس وايمان، لدراسات الهولوكوست، رافايل ميدوف قوله - فى حوار مع الوكالة عبر الانترنت - إن القاهرة «لابد أن تتحمل المسؤولية عن النازيين الذين آوتهم»، مضيفا: «مصر فتحت أبوابها فى فترة الخمسينيات لمجرمى الحرب النازيين الهاربين»، مطالباً بتسليم أى من النازيين الأحياء فى مصر للمحاكمة. واستدركت الوكالة بأن عدد النازيين الهاربين إلى مصر ليس معروفا، وأن الحكومة المصرية لم تعترف بوجود أيهم على الإطلاق.