رسمت المؤسسات المالية والاقتصادية الدولية صورة قاتمة للغاية للوضع الاقتصادى العالمى وسط تحذيرات من تنامى معدلات البطالة التى قد تتحول فى لحظة إلى أزمة إنسانية فى العديد من الدول وليس مجرد أزمة اقتصادية. وقال روبرت زوليك، رئيس البنك الدولى، فى أعقاب المشاركة فى قمة دولية اقتصادية فى ألمانيا: «انتقلنا من أزمة مالية إلى أزمة اقتصادية والآن فى عام 2009 أصبحت أزمة بطالة، وفى بعض مناطق العالم وبخاصة الدول النامية ستصبح أزمة إنسانية». تعهدت ألمانيا وخمس مؤسسات مالية واقتصادية دولية كبرى باتخاذ «تحرك قوى ومنسق» لمواجهة الأزمة الاقتصادية العالمية وذلك خلال الاجتماع الذى عقدته فى برلين المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورؤساء صندوق النقد الدولى والبنك الدولى ومنظمة التجارة العالمية ومنظمة العمل الدولية ومنظمة التعاون الاقتصادى والتنمية، وقال المشاركون فى بيان إن «هذه أزمة عالمية وتحتاج إلى حلول عالمية». ومن جانبه، أعرب رئيس صندوق النقد الدولى شتراوس كان عن خشيته من استمرار أزمة الائتمان الراهنة لرفض البنوك تقديم القروض للشركات أو الأفراد مما يعزز حالة الشلل التى يعانيها الاقتصاد العالمى وقال «الموقف الاقتصادى العالمى سيئ للغاية ويمكن أن يزداد سوءاً». كما حذر صندوق النقد من أن أزمة قطاع الإسكان الأمريكى ستزداد وتستمر لفترة أطول مما كان متوقعاً ويمكن أن تمتد إلى دول أخرى، وقال فى تقرير إلى مجموعة العشرين المؤلفة من دول متقدمة ونامية، إن أسعار المساكن فى الولاياتالمتحدة وغيرها من الدول ستواصل الهبوط خلال 2010 مع ازدياد البطالة وسط الركود الاقتصادى العالمى، وأضاف «هناك مخاطر تتمثل فى انخفاض أسعار الإسكان بشكل كبير فى اقتصاديات متقدمة أخرى وامتداد ذلك إلى عدد أكبر من الدول خاصة إذا بقيت القيود مفروضة على توفر تمويل الإسكان من خلال التعديلات فى القطاع المالى». وفى الوقت نفسه، جدد الرئيس الأمريكى باراك أوباما دعواته للكونجرس لإقرار مشروع قانون لخطة الإنعاش الاقتصادى قائلاً إن الاقتصاد سيواجه كارثة بدونها، محذراً من سقوط بلاده فى «هوة كساد عميق وطويل الأمد» إذا لم يعجل الكونجرس بإقرار خطته الاقتصادية الرامية إلى تدارك حالة الركود التى ألمت بالبلاد. وشجب أوباما الانتقادات «السخيفة» الموجهة لخطته كما انتقد الخطط البديلة المطروحة لتحل محل خطته ووصفها بأنها خاطئة. بينما بلغ عدد الوظائف المفقودة فى يناير الماضى رقماً قياسياً هو الأعلى منذ 1974 مسجلاً 598 ألف وظيفة.