فى انتهاك جديد للتهدئة المفترضة بين الجانبين، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلى أن جنوده قتلوا فلسطينياً بالرصاص عندما هاجم دورية عسكرية بالقرب من الحدود بين قطاع غزة وأراضى 48، لدى توغل قوة عسكرية فى منطقة خزاعة، القريبة من خان يونس، جنوباً، حيث أطلقت النار بشكل عشوائى فى المنطقة، وجاء ذلك فى وقت اعتبرت فيه وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبى ليفنى أن إسرائيل أثبتت أنها غيرت المعادلة، بحيث لن يكون من الممكن من الآن فصاعداً خرق الطوق المفروض على غزة، فى وقت أكدت فيه كتائب عزالدين القسام أن جميع المحاولات الإسرائيلية والإقليمية لمنع عمليات تهريب السلاح إلى الفصائل فى غزة «لن تنجح وسيكون مصيرها الفشل الحتمى». وصرح متحدث باسم الجيش بأن القوة الإسرائيلية دخلت المنطقة للتحقق من وجود عملية تسلل من قبل مجموعة من المقاتلين، وعندئذ فوجئت بفلسطينى حاول مهاجمة الدورية بقنبلة يدوية، فأطلقت النار تجاهه قبل أن تنسحب من المكان - على حد قول المتحدث. وفى بيان ثان، أعلن مصدر عسكرى أن صاروخى «قسام» أطلقا من القطاع على جنوب إسرائيل، دون وقوع إصابات أو أضرار، وقال إن صاروخاً قصير المدى أطلق من بيت لاهيا شمالاً، وانفجر فى أرض خلاء فى منطقة «كيبوتزات» شرق غزة. وجاء ذلك فى وقت سلم فيه جنود الاحتلال الإسرائيلى اللبنانيين الذين كانوا على متن سفينة «الأخوة» المحملة بالمساعدات، بعدما اعترضتها الزوارق الحربية فى المياه الإقليمية لغزة، وأوضح متحدث باسم الجيش اللبنانى بأن «الإسرائيليين سلموا عبر الناقورة اللبنانيين إلى قوات اليونيفيل التى سلمتهم إلى الجيش اللبنانى»، وكانت الحكومة اللبنانية والفلسطينية المقالة فى غزة نددتا بعملية اختطاف السفينة، معتبرتين أن الاعتداء الصارخ على حرية الملاحة «يندرج فى إطار القرصنة». من ناحية أخرى، قالت ليفنى، فى تصريحات تليفزيونية، إن إسرائيل لن تكون مستعدة للقبول بحالة يملى فيها من سمتهم «الأشقياء» قواعد اللعبة فى المنطقة، وتطرقت إلى موضوع التهدئة مع فصائل المقاومة الفلسطينية فى غزة، قائلة إن إسرائيل ليست بحاجة إلى أن تسدى حركة المقاومة الإسلامية «حماس» لها أى معروف، من خلال أى اتفاقات بوقف إطلاق النار، وأضافت «أن إسرائيل مستعدة لتحقيق ما تحتاج إليه بالوسائل السياسية والعسكرية على حد سواء». فى المقابل، أكد الجناح العسكرى لحركة «حماس» أن محاولات منع عمليات تهريب السلاح إلى الفصائل الفلسطينية فى غزة «لن تنجح وسيكون مصيرها الفشل الحتمى»، وقال المتحدث أبوعبيدة فى بيان «نؤكد أن جهود منع تسلح المقاومة الفلسطينية لن تنجح بإذن الله تعالى فنحن بمقاومتنا وبجهادنا سنبحث بالصخر وسنوفر فى كل مرحلة الوسائل اللازمة لمقاومة الاحتلال»، وتابع «نقول للعدو الصهيونى ومن يقف وراءه من هؤلاء ومن الدول الأوروبية أن يراجعوا حساباتهم ويوفروا جهدهم». من ناحية أخرى، قرر رئيس الوزراء الإسرائيلى إيهود أولمرت السماح بإدخال 175 مليون شيكل لقطاع غزة، لتمكين السلطة الفلسطينية من دفع رواتب موظفيها، خلافاً لرأى وزيرى الدفاع إيهود باراك والخارجية تسيبى ليفنى، وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن المبلغ سيحول وفقاً لمطلب رئيس الوزراء سلام فياض، لكن مصادر أمنية إسرائيلية قالت إنها تخشى من أن تصل الأموال بشكل غير مباشر ليد حركة «حماس».