روى أن صيادًا كان السمك يتعلق بصنارته بكثرة، وكان موضع حسد بين زملائه الصيادين، وذات يوم استشاطوا غضبًا عندما لاحظوا أن الصياد المحظوظ يحتفظ بالسمك الصغير ويرجع السمك الكبير إلى البحر!! عندها صرخوا فيه، قائلين: «ما تفعل؟ هل أنت مجنون؟ لماذا ترمى السمكات الكبيرة؟ عندها أجاب الصياد: «لأنى أملك مقلاة صغيرة»، هذه الكلمات قد تكون مجرد قصة، ولكن للأسف نحن نفعل ما فعله هذا الصياد فى حياتنا!! نحن نرمى بالأفكار الكبيرة، والأحلام الرائعة، والاحتمالات الممكنة لنجاحنا خلف أظهرنا على أنها أكبر من عقولنا وإمكانياتنا، كما هى مقلاة هذا الصياد.. نحن ننسى أن هناك العشرات من المقعدين والضعفاء حققوا نجاحات مذهلة.. هناك عاهة واحدة فقط قد تمنعنا من النجاح والتفوق وتحويل التفاؤل إلى واقع، إنه الحكم على أنفسنا بالفشل والضعف، وانعدام القدرة.. الصياد الذى لا يجنى إلا السمكات الصغيرة لابد أن يتخذ خطوة إيجابية بأن يجلب مقلاة أكبر، أو يغير مكان الاصطياد، أو يستخدم صنارة أخرى، أو أن يتخير وقتًا آخر.. إن التفاؤل وحده لا يغنى ولا يسمن، لكن التشاؤم هو القاتل الذى أجرم فى حق عشرات من الشباب والشابات الذين نراهم هنا وهناك تعلوهم نظرة الحيرة واليأس!! سارة أمين - دمياط