يقام فى السابع والعشرين من فبراير الحالى فى باريس حفل توزيع جوائز الأكاديمية الفرنسية لعلوم وفنون السينما ال34، المعروفة باسم «سيزار»، والموازية فى أهميتها بالنسبة للسينما الفرنسية لجوائز الأوسكار الأمريكية، وقد تصدر فيلم «ميرين» ترشيحات جوائز «سيزار» لهذا العام حيث حصل على 10 ترشيحات أبرزها أفضل فيلم، ويتناول الفيلم بجزأيه الأول «ميرين.. غريزة الموت»، والثانى «ميرين: عدو الشعب رقم 1» قصة حياة المجرم الفرنسى الشهير «جاك ميرين» الذى قضى شبابه مجندا فى الجيش الفرنسى أثناء حرب التحرير الجزائرية، لكنه يلجأ إلى سرقة البنوك بعد عودته إلى فرنسا عام 1959. يلعب بطولة الفيلم «فنسان كاسل» الذى يجسد شخصية «ميرين»، ويشاركه البطولة «جيرار دى بارديو» و«سيسيل دى فرانس» و«أوليفيه جورميه». كما يتنافس فى فئة أفضل فيلم لهذا العام «سيرافين» الذى رشح لثمانى جوائز أخرى، أبرزها أفضل فيلم وإخراج ل«مارتان بروفوست» وممثلة لبطلته «يولند مورو» والتى حصلت عن هذا الدور على جائزة أفضل ممثلة من مهرجان القاهرة السينمائى الدولى الأخير حيث عرض الفيلم فى مسابقته الرسمية، وتجسد «مورو» خلال الفيلم شخصية الفنانة التشكيلية « سيرافين لوى» منذ بدايتها كخادمة فى البيوت عام 1914 فى مدينة «سانليس»، وموهبتها فى رسم اللوحات فى أوقات فراغها بشكل عفوى إلى أن يلحظ أحد مخدوميها وهو رجل ألمانى يهوى جمع الأعمال الفنية موهبتها فيشجعها، لكنه يرحل إلى ألمانيا مع اندلاع الحرب العالمية الأولى. وإلى جانب فيلمى «ميرين» و«سيرافين» وهما من السير الذاتية، تتنافس فى فئة أفضل فيلم فرنسى لهذا العام أفلام «أول يوم مما تبقى من حياتك» و«حكاية الكريسماس» - اللذان حصلا على 8 ترشيحات لكل منهما - و«باريس» و«الفصل» والذى يمثل السينما الفرنسية فى سباق أوسكار أفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية لهذا العام. ولمزيد من أجواء الإثارة فإن مخرجى الأفلام المتنافسة على «سيزار» أفضل فيلم يتنافسون فى فئة أفضل إخراج أيضا، حيث يتنافس كل من «مارتين بروفوست» عن «سيرافين»، و«فرانسوا ريتشيه» عن «ميرين»، و«ريمى بيزانكو» عن «أول يوم فيما تبقى من حياتك» و«أرنو ديسبليتشى» عن «حكاية الكريسماس»، و«لوران كانتيه» عن «الفصل» و«سيدريك كلابيتشى» عن «باريس». وفى حين رشح فيلم «أحببتك طويلا» إخراج «فيليب كلاودى» على 5 ترشيحات أبرزها أفضل ممثلة وأفضل ممثلة مساعدة، تتنافس بطلته «كريستين سكوت توماس» فى فئة أفضل ممثلة إلى جانب كل من «يولاند مورو» عن «سيرافين» و«تيلدا سوينتون» عن «جوليا» و«كاثرين فروت» عن «جريمة الشمال» و«سيلفيا تستو» عن «ساجان»، بينما يتنافس فى فئة أفضل ممثل كل من «جوليام دى بارديو» والذى توفى فى أكتوبر الماضى عن فيلم «فرساى»، و«ألبير دوبونتى» عن فيلم «يومان للقتل» و«فرانسوا إكسافير» عن «كلوتشى» و«فنسنت كاسل» عن «ميرين» و«جاك جامبلن» عن «أول يوم».ورغم تحقيقه إيرادات كبيرة فى شباك التذاكر الفرنسى، فإن الفيلم الكوميدى «أهلا بالعصى» لم يحصل سوى على ترشيح واحد كأفضل سيناريو أصلى. وخلافا لما هو معتاد كل عام يتنافس 7 أفلام بدلا من 5 فى فئة أفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية، منها 3 أفلام أمريكية «عاشقان» ل«جيمس جراى» و«سيكون هناك دم» ل«بول توماس أندرسون» و«فى البرية» ل«شون بن»، إلى جانب أفلام «جومورا» إخراج الإيطالى «ماتيو جارونى» و«صمت لورنا» للبلجيكيين «جون بيير ولوس داردان»، و«فالس مع بشير» للإسرائيلى «أرى فولمان»، و«إلدرادو» ل«بولى لانرز». ومن المفارقات أن حفل توزيع جوائز «سيزار» هذا العام والذى يقام فى مسرح «شاتيليه» يغيب عنه مؤسسها «جورج كرافن» لأول مرة، والذى توفى 11 يناير الماضى عن 94 عاما، وقد كان من أكبر الداعمين لوجود مسابقة كبيرة يوزع خلالها جوائز مهمة للسينما الفرنسية، على غرار الأوسكار، وقد كان ذلك حلم «كرافن» منذ أن كان فى الثالثة عشرة من عمره، وساهم عمله فى الصحافة الفنية فى تأسيس الجوائز التى اختار لها اسم صديقه النحات الشهير «سيزار بالداسينى».
