حذر الرئيس الأمريكى باراك أوباما من أن الأزمة الاقتصادية الأمريكية «كارثة مستمرة» على العائلات الأمريكية، ودعا إلى سرعة إقرار خطة تحفيز اقتصادى تتكلف أكثر من 800 مليار دولار. وأكد أوباما ان مواطنيه يعيشون «كارثة» اقتصادية ومرحلة «الحلم الأمريكى المعكوس» بعد الإعلان الأسبوع الماضى عن إلغاء عشرات آلاف الوظائف. وأوضح الرئيس الأمريكى، خلال تصريحات فى البيت الأبيض، إثر نشر الأرقام الجديدة لإجمالى الناتج الداخلى، أنها «كارثة بالنسبة إلى أسر العمال الأمريكيين». وأضاف «أنه أشبه بالحلم الأمريكى المعكوس»، مشيرا إلى شهادات جمعت أثناء حملته الانتخابية من أمريكيين فقدوا عملهم أو تم الحجز على منازلهم. وأكد أن «الانكماش يتفاقم وحالة الطوارئ التى سببتها الأزمة الاقتصادية تتعاظم». كما تعهد اوباما بإلغاء جميع سياسات إدارة الرئيس الامريكى السابق جورج بوش، التى يقول الديمقراطيون والحركة العمالية «إنها تحد من سلطات نقابات العمال». وقال اوباما «علينا أن نلغى الكثير من السياسات بشأن العمالة المنظمة التى شهدناها طوال السنوات الثمانى الماضية». وأضاف أنه يختلف كثيرا مع العديد من سياسات بوش. وفى غضون ذلك، أغلقت مؤشرات الأسهم الرئيسية فى بورصة نيويورك للأوراق المالية أمس الأول على تراجع، بعد أن أظهرت بيانات حكومية أن الاقتصاد الأمريكى انكمش بمعدل سنوى قدره3.8% فى الربع الأخير من عام 2008. وانخفض مؤشر داو جونز القياسى148.15 نقطة أى بنسبة 1.8%. وفى أسواق العملة، ارتفع الدولار أمام اليورو ليسجل78.05 سنت يورو مقابل 77.26 سنت يورو عند الإغلاق يوم الخميس الماضى، بينما انخفض الدولار أمام الين ليصل إلى 89.92 ين مقابل 90.11 ين عند الإغلاق يوم الخميس الماضى. ومن ناحية أخرى، أعلن عمدة مدينة نيويورك، مايكل بلومبرج، أمس الأول عن عمليات تسريح جماعى للموظفين واقترح خفض ميزانية المدينة بمقدار مليار دولار، وإمكانية اللجوء إلى زيادة ضريبة المبيعات من أجل سد العجز المقدر ب4 مليارات دولار للسنة المالية التى تبدأ فى الأول من يوليو المقبل. ومن بين الإجراءات التى سيتم اتخاذها تخفيض القوة العاملة فى الحكومة بمقدار 23 ألف وظيفة فى عام 2009. ومن المتوقع أن تشمل قائمة الموظفين الذين سيتم تسريحهم عددا من المدرسين ورجال الإطفاء. يأتى ذلك فيما أعلنت شركة ديزنى أنها ستخفض 400 وظيفة من وحدة التليفزيون التابعة لها كإجراء لخفض النفقات للتعامل مع الاقتصاد الضعيف. وقالت آن سوينى، رئيسة مجموعة تليفزيون ديزنى، إيه بى سى فى مذكرة للعاملين «بعد شهور من اتخاذ قرارات صعبة فى أنحاء شركاتنا لمساعدتنا على التكيف مع الاقتصاد الضعيف، فإننا نواجه الآن بواقع صعب وهو اضطرارنا إلى التخلص من وظائف فى بعض المجالات». كما أعلنت شركة «تكساس إنسترومنتس» الأمريكية، ثالث أكبر منتج لأشباه الموصلات فى العالم، عن اعتزامها الاستغناء عن 1800 موظف لديها، واستقالة 1600 عامل آخرين بصورة طوعية، لتصبح بذلك أحدث شركات التكنولوجيا العالمية التى تعلن عن عملية شطب وظائف فى ضوء الأزمة الاقتصادية التى يشهدها العالم حاليا. وفى الوقت نفسه، أعلنت شركة «ساب» الألمانية أكبر مطور للبرمجيات فى أوروبا عن اعتزامها خفض حجم العمالة لديها فى أعقاب تراجع دخلها الصافى خلال العام الماضى بأكمله بنسبة 2%.