تراجعت البورصة المصرية خلال تعاملات جلسة أمس بشكل حاد، بفعل استمرار الاتجاه البيعى المكثف من قبل المستثمرين الأجانب، مما شكل ضغطاً على الأسهم القائدة، إلى جانب زيادة عمليات الاستفادة من الفروق السعرية بين الأسواق المالية والمعروف ب «الأربيتراج». وأغلق المؤشر الرئيسى للأسهم النشطة «Case30» على هبوط 4.7٪ فاقداً 197 نقطة ليستقر عند 4021 نقطة، مواصلاً الهبوط لليوم الثالث على التوالى حيث فقد نحو 7.2٪ منذ بداية الأسبوع. وعاد اللون الأحمر ليظلل شاشات التداول عقب انخفاض أسعار 136 ورقة مالية فى مقابل ارتفاع 18 ورقة مالية فقط. واتجهت تعاملات المستثمرين المصريين للشراء لكنها لم تستطع وقف نزيف الخسائر فى ظل البيع المكثف من قبل الأجانب رغم التواجد القوى للمؤسسات التى استحوذت على ما يزيد على ثلث التعاملات الإجمالية التى اقتربت من 600 مليون جنيه. ولم تشهد الأسهم المدرجة ضمن المؤشر الرئيسى أى ارتفاع فيما تراوحت الانخفاضات فيها بين 2 و9٪.وعلى صعيد الأسهم القائدة فقد انخفضت أسهم أوراسكوم للإنشاء وأوراسكوم تليكوم والمجموعة المالية هيرمس والبنك التجارى الدولى ومجموعة طلعت مصطفى والمصرية للاتصالات بنسب تراوحت بين 3 و6٪. وكانت الانخفاضات الأكبر من نصيب أسهم السويدى للكابلات والعامة للخزف والصينى وبالم هيلز بنسب تراوحت بين 6 و10٪. فى المقابل كانت الارتفاعات «محدودة بنسب تراوحت بين 1 و5٪» من نصيب أسهم المضاربات. وقال محمد عبدالرحيم محلل مالى: إن تزايد عمليات «الأربيتراج» خلال الجلستين الأخيرتين هو المتحكم فى السوق، لافتاً إلى أن أسهم أوراسكوم للإنشاء كانت تتداول بسعر يدور حول 126 جنيهاً فى مصر فى حين سعرها بالخارج يعادل 99 جنيهاً، وقال الدكتور عصام خليفة، رئيس شركة الأهلى لإدارة صناديق الاستثمار، إن السوق تمر بحالة تذبذب وغير واضحة الاتجاه لافتاً إلى أن الأسواق الأوروبية رغم ارتفاعها بداية التعاملات فإنها تباينت مع الإغلاق. وأضاف أن ما يدعوه للطمأنينة هو انخفاض حجم التعامل، مشيراً إلى أنه كان المتوقع خلال هذه الجلسات الارتفاع بفعل تولى باراك أوباما رئاسة الولاياتالمتحدةالأمريكية رسمياً إلا أن السوق كانت لها وجهة نظر أخرى.