«كوميديا سوداء تعرى الواقع المصرى وتكشف مشاكله وخباياه»، هو ملخص العرض المسرحى الجديد الذى يعود به الدكتور جلال الشرقاوى إلى المسرح، بعد تجاوز الأزمة الأخيرة التى تعرض لها مسرح الفن. وعلى خشبته، بدأ «الشرقاوى» بروفات مسرحية «الرجل والأراجوز» تأليف محمود الطوخى، وبطولة مجموعة من الشباب الذين قدموا معه من قبل مسرحية «تاجر البندقية»، ومن المقرر افتتاح المسرحية الجديدة فى منتصف فبراير المقبل. وقال المؤلف محمود الطوخى: المسرحية من نوعية «الكباريه السياسى» فمن خلالها يتم تعرية الواقع المصرى دون استحياء، فالمسرحية تناقش بجرأة الوجع المصرى فى عام 2008، من خلال أسرة مصرية مكونة من زوج وزوجة وأبناء يتعرضون فى حياتهم للعديد من المشاكل السياسية والاقتصادية والاجتماعية، أهمها قضية التوريث باعتبارها مشكلة سياسية تؤرق كل مصرى غيور على بلده، وهو أول عرض مسرحى يتناول تلك القضية التى شغلت الرأى العام طوال الفترة الماضية، كما يتناول العرض قضية التحرش الجنسى التى زاد الحديث عنها فى الفترة الأخيرة، بعد جرائم التحرش التى ارتكبت ومازالت ترتكب فى الشارع المصرى، ويتطرق العرض لقضايا تمس المواطن المصرى الذى يكافح للحصول على لقمة العيش، ومشاكل محدودى الدخل فى الزحام أمام طوابير العيش، كذلك حادثا العبارة السلام 98، وسقوط صخور الدويقة على سكانها، وقرارات محكمة الأسرة وعلاقة الحاكم بالشعب، ويخرج العرض من القضايا التى تؤرق المواطن المصرى إلى القضايا العربية وأهمها العدوان الإسرائيلى الأخير على قطاع غزة وموقف العرب من القضية الفلسطينية.. وأوضح الطوخى أن دور المسرح لا يقل أهمية عن الصحف المستقلة وبرامج «التوك شو» فى التعبير عن نبض الشارع المصرى بل سبقها بسنوات، ولكن مسؤولى المسرح تعمدوا تجهيل دور المسرح واتجهوا إلى الموضوعات الترفيهية، ولذلك تعمدت تقديم المسرحية على مسرح «الفن» لأنه سبق أن قدم العديد من الأعمال من تلك النوعية، كما أنه يملك جرأة أكثر من مسرح الدولة الذى يبتعد عن القضايا السياسية، بالرغم من أنه الأولى بتقديم تلك النوعية من الأعمال.. وقال: للأسف انعكس الحال فى المسرح، فمسرح الدولة يقدم حالياً عروضاً تجارية مثل «روايح» و«النمر» والخاص يقدم عروضاً سياسية، فأشرف زكى رئيس البيت الفنى للمسرح رفض استكمال بروفات مسرحية «الشعب لما يفلسع» رغم اكتمال جميع عناصرها، بعد أن اكتشف فجأة أن العرض يتهم النظام بالفساد.. ونفى الطوخى تدخل الرقابة بحذف أى جمل حوارية من مسرحية «الرجل والأراجوز» وقال: الرقابة متفهمة جداً، فهى لا تعترض على شىء والمشكلة فى مسؤولى المسارح الذين يخشون من الدخول فى صدام مع النظام.. جلال الشرقاوى، مدير المسرح، أكد أن المسرح جاهز لتقديم أى عرض مسرحى، بعد أن نفذ جميع اشتراطات الدفاع المدنى التى كلفته 650 ألف جنيه، حتى يكون المسرح مطابقاً لاشتراطات الدفاع المدنى، وقال: لا أطالب بدعم من الدولة لإنقاذ المسرح الخاص، وإنما أطالبهم بأن يتركونى فى حالى حتى أحقق الهدف من إنشاء المسرح بعدما ضاع على يد مسؤولى مسرح الدولة.