يلتقى الرئيس الأمريكى المنتخب، باراك أوباما، لأول مرة منذ انتخابه كأول رئيس أسود لأمريكا الثلاثاء الماضى بالرئيس جورج بوش فى البيت الأبيض، خلال ساعات, للحديث حول انتقال السلطة ولبحث التحديات، التى تنتظره لدى تسلمه السلطة رسميا فى 20 يناير المقبل. وستدوم زيارة أوباما التى ترافقه خلالها زوجته ميشيل ساعة ونصف الساعة، وسيطوف الزوجان أرجاء المنزل، الذى سيصبح مقرهما طوال السنوات الأربع المقبلة، وبعدها سيجلس الرئيس الأمريكى مع الرئيس المنتخب لمناقشة عدد من المسائل منها ترتيبات انتقال السلطة والاقتصاد الأمريكى المتداعى وحرب العراق. وحول ترتيبات عملية الانتقال بين إدارة بوش وإدارة أوباما، قال كبير موظفى البيت الأبيض جوشوا بولتن «عملنا الذى بدأ منذ أشهر والذى نواصله حاليا مع فريق أوباما سيتم بلا صدامات». ووصف بولتن نقل السلطة لأوباما بأنه «غير عادي»، وأوضح: «الناس قالت إنه أول انتقال فى زمن الحرب منذ 40 عاما، لكننا منذ 40 عاما كنا فعلا فى حرب لكن الأراضى الوطنية نفسها لم تكن مهددة». وأشار فى هذا السياق إلى أن أعضاء الإدارة المقبلة سيتلقون تدريبات على إجراءات الطوارىء للبيت الأبيض. ويعزو المحللون لشبكة «سى إن إن» الأمريكية سرعة ترتيب اللقاء بين الرئيسين إلى حقيقة أن الولاياتالمتحدة فى «حالة حرب»، فضلاً عن أن عملية انتقال السلطة تجرى وسط أزمة اقتصادية طاحنة تمر بها الولاياتالمتحدة. من جانبه، قال رئيس جون بوديستا، رئيس فريق أوباما للمرحلة الانتقالية، إن الإدارة الأمريكية المقبلة تقوم بمراجعة واسعة لعدد من الأوامر التنفيذية التى أصدرها الرئيس بوش. وأضاف قائلاً: «سيناتور أوباما يريد مراجعة جميع أوامر بوش التنفيذية.. والقرارات التى ستواصل السريان أو ستخضع للتغيير أو الإلغاء». وبدون أن يحدد القرارات التى سيعيد أوباما النظر فيها، قال بوديستا «فيما يتعلق بالبحوث المتصلة بالخلايا الجذعية وفى عدد من المجالات، نرى أن إدارة بوش تصرفت باندفاع، للقيام بأمور لا تؤمن كما أعتقد مصلحة البلاد». ومن قرارات بوش التى ذكرها بوديستا، تلك المتصلة بالحد من البحوث المتصلة بالخلايا الجذعية الجنينية. كما أوضح بوديستا أن أوباما سيدفع الكونجرس الأمريكى لتحريك «جانب من الحزمة الاقتصادية على الأقل، قبيل دخوله البيت الأبيض، وتابع قائلا: «نحن بحاجة لتأمين استقرار الاقتصاد وللتعامل مع الأزمة المالية التى تتفشى حالياً فى بقية أنحاء الاقتصاد». فى سياق متصل، ادادت مبيعات الأسلحة فى الولاياتالمتحدة بشكل كبير فى الأسابيع التى سبقت انتخاب أوباما، بسبب خوف مؤيدى حمل الأسلحة من فرض قيود على ما يعتبرونه حقا يضمنه الدستور الأمريكي، وكان البرنامج الانتخابى لأوباما يتضمن وضع قيود على بيع الأسلحة. من جانب آخر، صرحت فاليرى جاريت العضو فى رئاسة الفريق الانتقالى لأوباما بأنه ليس من المستبعد أن تضم الإدارة الديمقراطية المقبلة جمهوريين. وقالت «إننى على ثقة بأن إدارة أوباما ستضم أشخاصا من أطياف مختلفة». وذكرت بأنه «طوال حملة الرئيس المنتخب باراك أوباما جرى الحديث عن أهمية عدم التعصب الحزبي». وردا على سؤال عن احتمال بقاء وزير الدفاع روبرت جيتس فى منصبه قالت «أعتقد أن كل شيء ممكن الآن ولا أستبعد شيئا». فى هذا السياق، أعلن الحاكم الجمهورى لولاية كاليفورنيا أرنولد شوارزينجر أنه ليس مهتما بتولى منصب فى إدارة أوباما الجديدة.
