يشهد مستودع الأنابيب الرئيسى بشارع ناهيا بمنطقة بولاق الدكرور زحاماً يومياً تسبب فى سد الشارع العمومى وامتد إلى أمام أبواب المحال بسبب ما وصفه مدير المستودع ب«أزمة» فى توفر أسطوانات الغاز، وهى الأزمة التى أرجعها مدير المستودع إلى تخفيض حصة المستودع اليومية من 1600 أسطوانة إلى 800 فقط، تصل على دفعتين على مدار اليوم. قال ناصر فايد، مدير مستودع ناهيا، إن الأزمة بدأت بعد عيد الأضحى مباشرة وتفاقمت خلال الأيام القليلة الماضية فصار من المعتاد أن يقف الأهالى فى صفوف طويلة أمام المستودع ليلاً ونهاراً فى انتظار سيارتى الأنابيب القادمتين من شركة «جاس فيل» بأبى رواش، إلا أن السيارتين اللتين من المفترض أن تصل واحدة منهما فى أول النهار والثانية فى آخره عادة ما تتأخران إلى المساء بعد أن يكون الأهالى قضوا يومهم فى الشارع منتظرين وصولهما، فلا يصبح أمامهم فور رؤيتهم السيارتين إلا الهجوم عليهما واختطاف الأنابيب من فوقهما فى مشهد يضطره هو شخصياً لاستدعاء ضباط وأمناء من قسم شرطة بولاق الدكرور للمساعدة فى توزيع الأسطوانات مع الحفاظ على أرواح الأهالى. وأشار إلى أنهم تعودوا على أزمة أنابيب البوتاجاز خلال الشتاء نظراً لزيادة الاستهلاك إلا أنه فوجئ على حد قوله بوكيل وزارة التموين بالجيزة يخفض حصة المستودع من 1600 أسطوانة يومياً إلى 800 فقط أى نصف الكمية، مما تسبب فى الزحام ووصل الأمر بالأهالى إلى حد قضاء الليل أمام المستودع حتى يستطيعوا الحصول على الأنابيب فور فتح المستودع فى الصباح. وأضافت فوزية أحمد إحدى سكان شارع ناهيا أنها تتردد يومياً منذ الصباح الباكر على المستودع منذ بداية الأسبوع الماضى للحصول على أنبوبة، غير أنها اعتادت العودة لمنزلها خالية الوفاض نظراً للازدحام الشديد وقالت: «بأقف أتفرج على العربيات والناس بتخطف منها الأنابيب وما باعرفش أعمل حاجة». ربما كان حظ فوزية أفضل من حظ أحد المواطنين رفض ذكر اسمه قال إنه يسكن فى شارع إسماعيل شحاتة الكائن بالمنطقة، وروى كيف أنه استطاع بعد عذاب الحصول على أنبوبة غاز، ويعد تركيبها داخل منزله اكتشف أنها تسرب الغاز فأعادها مرة أخرى للمستودع أملاً فى الحصول على أخرى بدلاً منها، غير أن الأيام توالت عليه وهو يقف فى الطوابير منذ التاسعة صباحاً حتى منتصف الليل دون أن يظفر بواحدة، وليت الأمر توقف عند ذلك كما يروى، غير أنه اكتشف اختفاء العجلة الخاصة به التى يستخدمها فى حمل الأنبوبة والتى تركها بجوار المستودع وذهب لقضاء مشوار، ولما عاد مرة أخرى لم يجدها فى مكانها، وبنبرة امتزج فيها الغيظ بنفاد الصبر أبدى الرجل أسفه على إعادة الأنبوبة «المنفسة» قائلاً: «ياريتنى خدتها منفسة على الأقل ما كنتش اتبهدلت البهدلة دى». أما الحاج سيد أبوالعلا، أحد سكان المنطقة فيقول إنه اعتاد على رؤية بعض السيدات يفترشن الأرض ويقضين الليل أمام المستودع أملاً فى الحصول على أسطوانة الغاز المدعومة فور فتحه فى الصباح، غير مصدقات أن المستودع باع كل الكمية قبل تفريغ سيارات الأنابيب، وتابع: ما يحدث امتهان لكرامة المواطنين خصوصاً بعد أن زاد تأخر وصول سيارات الأنابيب إلى الساعات الأولى من الصباح وتزاحم الأهالى فى محاولة للحصول عليها حتى ولو بالقوة. من جانبه، نفى المهندس عبدالله بدوى، وكيل وزارة التموين بالجيزة، وجود أزمة أنابيب فى شارع ناهيا، قائلاً إن حى بولاق الدكرور ينزل فيه يومياً 2235 أنبوبة، يتم توزيعها بالكامل على أهالى المنطقة، متهماً أصحاب المستودع بافتعال أزمة حتى تتم إعادة حصتهم كما كانت بعد أن تم تخفيضها للنصف بسبب مخالفاتهم المستمرة والتى يقول إنها تمثلت فى بيع الأنابيب بسعر مرتفع وتهريبها إلى المنازل المجاورة، الأمر الذى دفع المديرية إلى تحرير محاضر لهم مع تخفيض حصتهم إلى النصف.