«يا أطفال غزة لا تبالوا بإذاعتنا ولا تسمعونا، اضربوا بكل قواكم، واحزموا أمركم، ولا تسألونا نحن أهل الحساب والجمع والطرح، فخوضوا حروبكم واتركونا، إننا الهاربون من خدمة الجيش، فهاتوا حبالكم واشنقونا، نحن موتى لا يملكون ضريحًا، ويتامى لا يملكون عيونًا، قد لزمنا جحورنا وطلبنا منكم أن تقاتلوا التنينا، قد صغرنا أمامكم ألف قرن وكبرتم خلال شهر قرونا».. هذه بعض من أبيات شاعرنا الكبير الغائب الحاضر «نزار قبانى» من قصيدته «أطفال الحجارة»، ولقد وجدت أنها تعبر أيما تعبير عن الوضع الراهن، بعد أن أغمضنا العيون، وصممنا الآذان عما يجرى من مذابح، ومجازر لأطفالنا ونسائنا وشبابنا فى غزة، واكتفينا فقط بصرخاتنا الحنجورية، وشددناها فوق رؤوسنا لنعلن ونحن متسمرون فى أماكننا أننا بالروح بالدم نفديك يا غزة، نمسك بإحدى يدينا لافتة تدين العدوان الغاشم، وبيدنا الأخرى نمسك «ساندويتش» من الهامبورجر الأمريكى. وحكوماتنا تكتفى كعادتها بتقمص دور أهل البر والإحسان وأصحاب القلوب الرحيمة، فترسل لأطفال غزة كمية من لبن الحليب وبعضًا من البطاطين وقليلاً من الأدوية، كما لا يفوتها أن تقوم بدور «الحانوتى» لنقل الموتى.. يا قوم نحن أمة ارتضت أن تقوم فقط بدور الحانوتى وتكتفى بدفن موتاها!! عبداللطيف فايز [email protected]