على الرغم من إصدار الفصائل الفلسطينية فى دمشق ومن بينها حماس، بياناً أمس الأول تعلن فيه رفضها للمبادرة المصرية لوقف إطلاق النار وتقول إنها «ليست أساساً صالحاً للحل»، إلا أن الحكومة الفلسطينية المقالة فى غزة برئاسة إسماعيل هنية أصدرت بياناً، أمس، أكدت فيه أنها تدرس عدداً من المبادرات للحل. وقال مصدر مصرى مطلع: «لم يصلنا رد رسمى من حماس حتى الآن برفض المبادرة المصرية، ومازلنا نعمل وفقاً لهذه المبادرة». وأكدت حكومة هنية، أنها «تدرس الكثير من المبادرات التى عرضت عليها مؤخراً، وستعطى موقفاً منها بعد استكمال دراستها، وقال المتحدث باسم الحكومة المقالة طاهر النونو فى بيان صحفى، أمس، إن «المطلوب وقف فورى للعدوان الإسرائيلى على شعبنا، وإنهاء الحصار الظالم». وجدد الرئيس الفلسطينى محمود عباس «أبومازن» - الذى يصل إلى القاهرة اليوم - «تأييده» للمبادرة المصرية، وقال فى مؤتمر صحفى بمدريد أمس: «سمعنا أن حماس رفضت المبادرة، لكنى لن أعلق على ذلك، لأننى لم أسمع أن الحركة أعلنت موقفها الرسمى بشأن قبول أو رفض المبادرة»، مشيراً إلى أنه سيبحث المبادرة المصرية مع الرئيس حسنى مبارك اليوم. وأعلن وزير الخارجية الألمانى فرانك فالتر شتاينمر أنه «سيجرى اليوم مباحثات مع مبارك وأبومازن، دعماً للجهود الرامية لإنهاء القتل فى غزة، فى إطار جولة تمتد إلى إسرائيل». وعلى الجانب الإسرائيلى قال دبلوماسيون إسرائيليون إن الجهود المصرية الرامية لوقف إطلاق النار، «دخلت فى مشاكل بسبب خلافات بين القاهرة وتل أبيب حول كيفية تأمين الحدود لمنع حماس من إعادة تسليح نفسها». وأضافوا أن مصر «اعترضت» على مقترحات بنشر قوات أجنبية على الجانب المصرى من الحدود مع غزة، وأنها «أبلغت» إسرائيل والاتحاد الأوروبى، استعدادها لتلقى المزيد من المساعدات التقنية الأوروبية لمساعدة قواتها فى التصدى لعمليات التهريب. وقال دبلوماسى أوروبى رفيع المستوى شارك فى المفاوضات: «محادثات الهدنة لا تتحرك فى الوقت الراهن، هناك شعور متنام بأن الخطة المصرية الفرنسية لن تنجح». وقالت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية إن «الخلافات الجادة» فى الرأى بين مصر وسوريا تجعل عملية الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار «صعبة»، مشيرة إلى أن دمشق «نصحت» حركة المقاومة الإسلامية «حماس»، بعدم قبول المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار. وأضافت الصحيفة فى تقرير لمراسلها زيفى باريل، نشرته على موقعها الإليكترونى، أمس، أنه من وجهة نظر سوريا، التى تنسق مواقفها مع إيران، فإن المبادرة المصرية من شأنها أن «تضعف وضع حماس فى غزة وتعطى إسرائيل أفضلية». وأشارت الصحيفة إلى أن حركة حماس «تريد العودة إلى اتفاق التهدئة السابق»، الذى تم التوصل إليه فى يونيو الماضى، الذى يمنع إسرائيل من ضرب غزة، ويعيد الهدوء إلى الضفة الغربية خلال 6 شهور، وذلك حتى تثبت حماس أن «إسرائيل لم تحقق شيئاً من حربها». وقالت الصحيفة إن سوريا «حثت» حماس على المطالبة بأن تتضمن المرحلة الأولى من الاتفاق فتح معبر رفح، وهو ما «تعارضه مصر»، والتى ترغب بفتح المعبر بناءً على اتفاق المعابر لعام 2005. وقالت صحيفة الإندبندنت البريطانية إن «مصر هى القوة التى من الممكن أن يكون بحوزتها مفتاح الوصول إلى هدنة بين إسرائيل وحماس»، مشيرة إلى أن هناك رجلاً يقوم بالمفاوضات غير المباشرة بين الجانبين، بينما يخرج الرئيسان المصرى والفرنسى لإعلان الاتفاق. وأضافت الصحيفة أن اللواء عمر سليمان، رئيس المخابرات المصرية، «أصبح محل ثقة إسرائيل وحماس منذ مساعدته لإسرائيل على استكمال انسحابها من قطاع غزة عام 2005»، مشيرة إلى أنه كان يحاول التفاوض على إطلاق سراح الجندى الإسرائيلى جلعاد شاليط. وأشارت الصحيفة إلى المفاوضات التى عقدها الوزير عمر سليمان ووفد حماس فى القاهرة مؤخراً، ونقلت عن أحد المقربين منه قوله: «إن الرسالة التى نقلها سليمان لحماس تقول إنه دون وقف إطلاق النار، فإن الفلسطينيين سيكونون فى خطر شديد وسيزول كل ما تحقق حتى الآن».