أشارت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» إلى أن التوغل الإسرائيلى البرى فى قطاع غزة، والهجوم المكثف على «حماس» تسبب فى مزيد من التمزق فى العالم العربى، وخلق صدعا جديدا بين المعسكرات العربية التى تمجد المقاومة ضد إسرائيل، والعلاقات الصديقة بين الدول السلطوية والملكية التى لها دور فى المنطقة، وأوضحت أن هذه الكيانات ترفض تنامى النفوذ الإسرائيلى مثل حزب الله فى لبنان، والمؤيدين لحماس فى إيران وسوريا، مما جعلهم يحصدون رواجا لهم فى الشارع العربى، على حساب معسكرات حلفاء الولاياتالمتحدةالأمريكية مصر والسعودية والأردن. وشبهت الصحيفة هذا الانشقاق العربى، «بالصراع» الذى نشب بين قيادات العالم العربى حول الحرب بين حزب الله وإسرائيل عام 2006. أكدت الصحيفة أن التشابه بين حرب لبنان، والصراع فى غزة يكمن فى أن القوى التى أصبحت الأكثر ديناميكية وتأثيرا فى الشرق الأوسط ليست الدول، وإنما المنظمات العسكرية النظامية مثل حزب الله وحماس التى نشأت وتطورت خلال العقدين الماضيين. ونبهت الصحيفة إلى أن الوضع العربى الآن يشهد تناميا لما سمته ب«المعسكرالمعتدل» والذى تمثله مصر والسعودية والأردن، ولا يملك إلا «الشجب الصوتى العالى» ضد القوة العسكرية الإسرائيلية، بينما على الجانب الآخر، تبزر سوريا كعضو غير عادى فى معكسر «جبهة المقاومة« بالتحالف مع إيران و«حزب الله» و«حماس»، تسعى من خلاله لتقويض المكاسب الأمريكية فى العراق ولبنان. فاستطاعت سوريا من ناحيتها أن تذيب العوائق بينها وبين الأوروبيين مؤخرا، وتجدد الحوار مع إدارة الرئيس الأمريكى المنتخب باراك أوباما، وإن كانت على الصعيد الآخر، تتجه علاقات سوريا مع مصر والسعودية من سيئ إلى أسوأ.