تعالت الزغاريد ودقت الطبول داخل منزل عامل الوايلية الذى عاد ابنه على قدميه بعد 4 أشهر من دفن جثته، وتبين للعامل أن الجثة الذى دفنها كانت لشخص مجهول، فوجئ الأب والأم عقب صلاة الجمعة الماضية بدخول ابنهما عليهما، فصرخا الاثنان وسقطا على الأرض مغشيًا عليهما، علم الأهل والأقارب بخبر عودته فحضروا من الصعيد للاحتفال بعودته. رصدت «المصرى اليوم» تلك اللحظات من داخل منزل العامل بشارع سكة الوايلى، لا حديث بين الجيران فى الشوارع المجاورة إلا عن تلك القصة يروون حكاية «الميت الذى عاد مرة ثانية» وبالصعود لمنزل الأسرة بالطابق الثالث بالعقار، تجمع عدد كبير من الأهالى والأقارب حضروا من الصعيد لمباركة عودة الابن، الذى تلقوا عزاءه منذ 4 شهور الكل يحتضنه. التقينا الأسرة وقال سيد ثابت على «55 سنة»، والد الابن: ابنى يعمل فى الورش منذ 4 سنوات ويعتاد الخروج يوميًا للذهاب للعمل وفى يوم الحادث خرج من المنزل كعادته فى السابعة صباحًا، وانتظرت عودته من العمل فى الحادية عشرة مساء اليوم، ولكنه لم يعد. ويضيف الأب أنه نزل يبحث عنه فى مكان عمله، فعلم أنه لم يحضر للعمل فى ذات اليوم، اشتد قلقه وبدأ يبحث عليه بمشاركة الجيران والأقارب داخل المستشفيات وأقسام الشرطة، لم يعثر عليه لمدة 23 يومًا، إلا أنه فوجئ بحضور أمين شرطة من قسم الوايلى، ويبلغه بأنهم عثروا على طفل بنفس مواصفات ابنه محجوزًا داخل مستشفى الدمرداش إثر اصطدامه بسيارة، نهض الأب والأم وأسرعا إلى المستشفى وعلما هناك بأن الطفل الموجود رحل عن الحياة بعد الحادث، نظر الوالدان على الجثة فوجدا بها إصابات بالوجه، وتورم شديد، ففتشا فى جسده حيث إن الابن مصاب بحادث، وظافر أحد أصابع قدمه مبتور، وبذراعه اليسرى جرح قديم، ولديه «حسنة» فى رجله اليسرى كل هذه العلامات وجداها بجسد الجثة التى أمامهما ومن شدة الصدمة بخبر الوفاة قال الوالدان إن الجثة خاصة بهما واستخرج الأب تصريح الدفن وتم تسلمها من المستشفى ودفنت بمدافن الأسرة بأسيوط، وأقام سرادقا وتلقى العزاء ومرت 4 شهور متيقناً أن ابنه مات، إلا أنه فوجئ به يدخل عليه المنزل عقب صلاة الجمعة الماضية، لم يصدق نفسه وسقط مغشيًا عليه وأفاق بعد ذلك وعلم منه أنه كان مقيماً عند صاحب مقهى بحلوان. أضافت الأم: 4 شهور عشتها فى حزن وألم شديدين لموت ابنى الأكبر وأول فرحتى، كان يراودنى إحساس داخلى بأن ابنى حي، أبلغت والده أننا هنلاقيه وهيدخل علينا فى يوم من الأيام فكان يتهمنى بالجنون، ظللت 3 شهور كاملة مقيمة فى الصعيد أذهب للمقابر وأقرأ الفاتحة على روحه وتوجهت فى وقفة عرفات، وفى أول أيام عيد الفطر أبكى على مقبرته، وعدت للقاهرة الشهر الماضى وجلست مع الجيران أبلغهم بأن ابنى هيرجع كانوا يواسوننى ويصبروننى على ما ابتلانى، كنت أحلم به يوميًا وفى الأيام الأخيرة حاولت أن أقنع والده بأن نبحث عنه مرة ثانية كان يغضب من الكلام مرددًا أمال إحنا دفنا مين وكنت أتحمل كلامه لأنه فعلاً اللى قمنا بدفنه شكل «على»، استكملت كلامها «فعلاً الجثة التى تسلمناها من مستشفى الدمرداش، كانت شكل ابنى بالضبط حتى العلامات المميزة فى جسمه كانت واحدة، شاهدت الجثة أكثر من 4 مرات وفعلا الشكل واحد لكن إحساسى كان هو الشىء الصحيح. وقال الابن العائد «على» إن اختفاءه الشهور الماضية كان سببه عدم معرفته العودة لمنزله مرة ثانية، أضاف أنه خرج من منزله فى السابعة صباحًا يوم الحادث متوجهًا إلى عمله بمنطقة مساكن عين شمس، واستقل المترو لأول مرة عند ذهابه للمصنع، فركب الاتجاه المعاكس ونام داخل المترو ووجد نفسه فى حلوان ظل يتجول فى الشورع إلا أنه «تاه» وتقابل مع صاحب مقهى فعرض عليه العمل عنده مقابل 15 جنيهًا فى اليوم حتى يظهر له أهله وظل هذه الفترة هناك، إلا أنه قرر العودة لأسرته فظل يسأل عن كيفية الوصول لمنزله بالوايلى فأخبروه الناس بركوب المترو ونزل محطة الدمرداش وتمكن من الوصول، قال إنه كان متردداً فى العودة خوفًا من عقاب والده. وقالت جارتهم إنها يوم عودة «على» كانت لا تصدق وفوجئت بوالديه يصرخان فخرجت من الشقة ووجدت ابنهما واقفًا أمامهما وظلت تصرخ مرددة «عفريت». حضر جده إبراهيم محمد لمباركة عودته وظل يحتضنه قائلاً: «سبحان الله لم نصدق كلام أمه ظلت تقول إنه عايش وكلنا لا نصدقها واتهمناها بالجنون»، أضاف أنه فعلاً شاهد الجثة قبل الدفن وكانت جثة «على» فعلاً. باشر التحقيقات فى الواقعة محمد صادق، وكيل أول نيابة الوايلى، بإشراف رئيسها وائل الدرديرى وأمر بتكليف رجال المباحث بعمل التحريات اللازمة حول واقعة تسلم جثة بالخطأ وتحديد المسؤولين عن الإهمال بمستشفى الدمرادش.