استمرت المظاهرات المناوئة للموقف المصرى من أحداث غزة فى عدة مدن عربية ودولية. ففى بيروت قام مواطن قدم نفسه على أنه مصرى الجنسية بإحراق جواز سفره خلال تظاهرة أمام السفارة المصرية مساء أمس الأول، منددة بما اعتبرته «تواطؤ» مصر مع إسرائيل بسبب رفضها فتح معبر رفح. وقامت القوى الأمنية اللبنانية بفتح أحد الطرق المؤدية إلى السفارة والمغلقة منذ الثلاثاء الماضى أمام المتظاهرين، فاقتربوا ووضعوا النعوش على الأرض قائلين إنها «فى ذمة السلطات المصرية». وشهدت مدينة طرابلس «شمالى لبنان» خلال تظاهرة أمس ضمت المئات تبايناً فى الآراء من موقف القاهرة تجاه الهجمات الإسرائيلية على غزة، حيث تطور تحرك احتجاجى إلى صدام بين متظاهرين مؤيدين لسوريا وإيران، وآخرين مناهضين لهما. وفى مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين فى الجنوب اللبنانى، دعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى مسيرة انطلقت بعد صلاة الجمعة وشارك فيها آلاف الأشخاص، وجهوا خلالها انتقادات للحكومة المصرية. وامتدت المظاهرات إلى بلدة سخنين «شمالى إسرائيل» التى تظاهر فيها عشرات الآلاف من عرب إسرائيل، رفعوا خلالها أعلاماً سوداء، ووجهوا شتائم قاسية ضد المسؤولين المصريين. وفى بريطانيا تجمع أكثر من 100 متظاهر مساء أمس الأول، أمام السفارة المصرية وسط لندن،متهمين القاهرة «بالوقوف مع إسرائيل» وداعين إلى فتح الحدود المصرية مع غزة. وفى واشنطن تجمع آلاف المتظاهرين للتعبير عن غضبهم تجاه الهجمات الإسرائيلية على غزة، فنظموا مسيرة من السفارة الإسرائيلية إلى السفارة المصرية التى أدوا الصلاة أمامها، وهتفوا منددين بموقف القاهرة، ومطالبين بوقف فورى للهجمات وهم يرفعون أحذيتهم. واعتبر الدكتور جمال سلامة، رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة قناة السويس، مظاهرات لبنان ب«المرآة التى تعكس كل حسابات المنطقة نتيجة لتنوع الرأى فيها وعدم وجود توجه حكومى»، موضحاً أنه يوجد مجموعات فى لبنان لها علاقات جيدة مع مصر مثل «14 آذار» وأنه يوجد «تنسيق» بين هذه المجموعات وبين مصر والسعودية «لدرجة التطابق»، مشيرا إلى أن التظاهرات ضد مصر تعد فى هذه الحالة تظاهرة ضد هذه المجموعات التى تربطها علاقات جيدة بالقاهرة. وقال سلامة إن التظاهرات فى الولاياتالمتحدة وأوروبا «هى مظاهرات عفوية» وتتم عن «قناعة حقيقية على عكس التظاهرات فى إيران وسوريا والتى تتم بالتنسيق مع النظام»، مضيفاً أن موقف القاهرة الذى وصفه ب«المتخبط والمتردد والمضطرب والغامض وغير الواضح» هو ما جعل البعض يوجه غضبه ضد مصر، لأن هذا الموقف يعطى فرصة للتأويل.