جاءت أحداث إفلاس شركة «تريبيون» الأمريكية المالكة لكبرى الصحف فى الولاياتالمتحدة، لتعبر عن الوضع المرير الذى تمر به صناعة الصحافة الأمريكية خلال عامى 2006، 2007. وقالت صحيفة «هيرالد تريبيون» فى تقريرها الموسع بعنوان «انفجار فقاعة الصحافة الأمريكية» إن إفلاس الشركة يعتبر دليلاً على تراجع حجم الإعلانات وإحجام القراء عن شراء الصحف المطبوعة والاتجاه نحو الصحف الصادرة على شبكة الإنترنت. وأضافت أنه على الرغم من تحقيق الصحف أرباحاً فإن هوامش الأرباح انخفضت بشدة، حيث فقدت صناعة الصحافة خلال العام الحالى 15٪ من عائداتها. وأوضحت الصحيفة أن الشركات المالكة لهذه الصحف مرت بأوضاع سيئة، بسبب اقتراضها لشراء بعض الصحف، وكانت شركة «تريبيون» أبرز الشركات التى قامت باقتراض ما قيمته 8.2 مليار دولار لشراء أصول صحف مثل لوس أنجلوس تايمز، وشيكاغو تريبيون، و23 محطة تليفزيونية. وأعلنت شركة ماكلاتشى قبل استحواذ تريبيون بنحو عام عن شرائها ل«نايت رايدر» المالكة لصحف، ميامى هيرالد وكنساس سيتى ستار، كما اشترت مجموعة ميديا جروب عدة صحف منها سان جوزيه ماركورى، وبيونير برس. وذكرت أن صحفاً مثل ستار تريبيبون وفيلاديفيا ونيوهيفن ريجستر أوقفت تسديد ديونها حتى يتم التوصل مع المقرضين لمعايير أخرى ثابتة، فيما تحدث رؤساء صحيفة مينابولويس عن إمكانية تعرضى الصحيفة للإفلاس. ونجح كل من شركتى ماكلاتشى وميديا نيوز فى سداد جزء من ديونهما، ولكن مازالتا فى حاجة للتفاوض مع المقرضين على معايير جديدة للسداد، فيما أعلنت فريدوم كومينيكيشنز التى تصدر صحيفة أورانج كاونتى ريجستر عن نقص فى التدفق النقدى. وتوقع «ديف نوفوسيل»، محلل بشركة جيم للإقراض والبحث، مزيداً من المعاناة لهذه الشركات، وقد يعانى بعضها من الإفلاس.
