الصديق عماد الدين أديب وضعنى فى مأزق، والسبب أن مجلة «كل الناس» التى يرأس تحريرها انفردت بنشر حكاية فضيلة الشيخ يوسف القرضاوى مع عروسه الجزائرية، وصاحب ذلك عديد من الصور للعروسين، والأخطر من هذا كله كلام الغرام والهيام الذى بثه شيخنا (82 سنة) لزوجته الثانية، التى تصغره بخمس وثلاثين سنة على الأقل مثل قوله: الحب جنون ولله فى خلقه شؤون!! وفضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوى، أستاذ أجيال عدة من الشباب المسلم، وبالتالى فهو قدوة ويتميز بأنه من أبرز أبناء مدرسة الوسطية والاعتدال، ولم أكن سعيداً وأنا أرى أكثر من صحيفة مصرية تسارع إلى نشر غرام شيخنا نقلاً عن مجلة «كل الناس»، مع أن أغلبها منحازة إلى التيار الإسلامى، وتحترم الشيخ العلامة وتقدره. وفكرت فى «الطناش»، خاصة أننى متأكد أن الكارهين للقرضاوى، وما أكثرهم، لن يتوانوا عن أنتهاز تلك الفرصة لمحاولة النيل منه! وقد تتعجب جداً من موقفى وتتساءل: جرى إيه يا عمنا!!، ولماذا هذا الموقف المتناقض؟ أنت تكتب بانتظام فى الحب والغرام والعلاقة بين بنات حواء وأبناء آدم، فما الذى جرى لك؟ كان من المفترض أن تدافع بقوة عن الشيخ الذى أنت تلميذه وهو أستاذك، ودفاعك عنه من منطلق الحب الذى تؤمن به، فالداعية الجليل فى النهاية إنسان، حتى ولو تجاوز الثمانين من عمره، واعتبره الناس أعظم علماء عصره، فمن حقه أن يحب ويعشق ويتزوج من دق لها قلبه، ولو كانت فى سن أصغر بناته. والشيخ لم يخطئ وهو حر، ولم يرتكب إثماً، والإسلام أباح للرجل أن يتزوج على امرأته! وإذا لم تقف بجانبه وتدافع عنه يا محمد يا عبدالقدوس تبقى منافق!! وصاحب وجهين! وجه يكتب كلاماً جميلاً نظرياً عن الحب، لكنه ساقط فى الامتحانات العملية! بدليل إن حضرته مش عاجبه غرام شيخه بفتاة جزائرية نابغة تزوجها على سُنة الله ورسوله!! ومن فضلك يا حضرة القارئ، عايز رأيك فى هذا الموضوع، وأنقل لك وجهة نظرى فى هذا الموضوع، وأحتكم إليك، فإمام عصره كتب فى مذكراته التى لم تنشر بعد عن غرامه الجديد، وتسرب كلامه إلى الصحف، فسارعت إلى نشره، واعتراضى يتلخص فى سبب أساسى يتعلق بصلة الرحم، وكلام الغرام والهيام للزوجة الثانية الجزائرية لطمة قوية لزوجته الأولى ولأولاده، وله من الأبناء سبعة كلهم من الناجحين فى حياتهم، بل بعضهم من النوابغ مثل بناته الحاصلات على الدكتوراه من أمريكا فى مجالات علمية بالغة الدقة! بالإضافة إلى ابنه الشاعر المرموق! وكان الله فى عونهم جميعاً، فهم يواجهون محنة حقيقية! والغرام والهيام من الأمور الخاصة جداً التى لا ينبغى نشرها على الملأ! وكنت أتمنى من شيخنا أن يكتفى بالإشادة إذا أراد بزوجته الجزائرية مثلما فعل مع زوجته الأولى الفاضلة أم الأولاد، حيث أشار فى مذكراته إلى أنه كان يحلم بزوجة فيها عدة مواصفات، وعندما رأها فى فتاة أحلامه لم يتردد فى الزواج منها، وكانت خيراً وبركة وهو يذكر فضلها عليه، وكيف وقفت معه وهو فى أول الطريق لا يملك شيئاً! فما الذى جرى؟ والنقطة الثانية أن تجربتى المتواضعة فى الحب تؤكد أن الغرام يختلف بحسب أعمار الرجال والنساء! فلا تتوقع من شيخ فى الثمانين أن يكون مثل شاب مراهق.. وأبى إحسان عبدالقدس فارس الغرام رحمه الله مثال جميل لذلك، وانظر إلى ما كتبه لزوجته «أمى» عليهما رحمة ربنا وهو يهدى لها أشهر قصصه: لا تطفئ الشمس: «إلى السيدة التى عبرت معى ظلام الحيرة والحب فى قلبينا، حتى وصلنا معاً إلى شاطئ الشمس.. إلى الهدوء الذى صان لى ثورتى، والصبر الذى رطب لهفتى، والعقل الذى أضاء فنى، والصفح الذى غسل أخطائى.. إلى حلم صباى ونضيرة شبابى وراحة شيخوختى.. إليها إلى زوجتى والحب فى قلبينا». ما رأيك يا حضرة القارئ فى هذا الحب من النوع الراقى؟